تدخل الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل من أجل تأمين حق الرئيس ياسر عرفات في العودة إلى الأراضي المحتلة في حال غادرها للعلاج. واطلع مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا المفوض العام الفلسطيني شوقي الأرملي على مشاورات أجراها في هذا الشأن مع المسؤولين الإسرائيليين. وقال الأرملي ل"الحياة"إن سولانا أجرى مشاورات أخرى مع رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع تناولت الوضع الطارئ الناجم عن تدهور صحة الرئيس الفلسطيني والجهود التي يبذلها الاتحاد من أجل تهدئة الوضع والمساعدة على تنفيذ خطة الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة. وتتابع الأوساط الأوروبية عن كثب الوضع المتغير ومخاطر حدوث فراغ سياسي نتيجة الوضع الصحي لعرفات من ناحية، والنتائج المحتملة لسيناريو الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة من ناحية أخرى. وأكد مصدر ديبلوماسي ل"الحياة"أن الجهات المتخصصة في المجلس الوزاري الأوروبي تواصل العمل على"صوغ أفكار عملية"سيعرضها سولانا على المجلس الوزاري في اجتماعه الثلثاء المقبل في بروكسيل. وتهدف الأفكار إلى"المساعدة على ملء الفراغ الأمني الذي قد ينجم عن افتراض انسحاب القوات الإسرائيلية والمستوطنين من قطاع غزة"، والذي يتضاعف بمخاطر الفراغ السياسي الذي قد يترتب عن غياب الرئيس الفلسطيني. ويرفض الديبلوماسي الأوروبي وصف حزمة الأفكار التي يعدها سولانا ب"الخطة الأوروبية"، لأن"خريطة الطريق تظل الخطة الوحيدة الكفيلة بأن تقود الجانبين إلى هدف قيام الدولتين على أسس قرارات الشرعية الدولية وحدود عام 1967". وتشمل الأفكار التي عرضها الجانب الأوروبي الجمعة الماضي على مبعوثي عملية السلام لأطراف اللجنة الرباعية"توفير الدعم لإعادة بناء الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، ودعم جهود الاصلاح الإداري والمالي وتوفير موارد لإعادة إعمار البنى التحتية التي دمرتها القوات الإسرائيلية وتشجيع جهود تنظيم الانتخابات". وستعقد الدول المانحة اجتماعاً قبل نهاية العام للبحث في مسائل تمويل إعادة الإعمار، مثلما ستعقد الهيئة الدولية المتخصصة في شؤون الاصلاح الإداري اجتماعات في وقت لاحق لاستئناف عملية الاصلاح الإداري والمالي في قطاع غزة في نطاق إعادة بناء مؤسسات السلطة. وينتظر أن يوافق المجلس الوزاري على التقرير الذي يقدمه سولانا الثلثاء في بروكسيل. وستتزامن المشاورات الأوروبية في شأن الوضع في الشرق الأوسط مع انطلاق الانتخابات في الولاياتالمتحدة في الثاني من الشهر المقبل، وتغير الوضع السياسي في إسرائيل. وبينما تخشى مصادر ديبلوماسية فلسطينية"من أن يراوح الموقف الأوروبي مكانه، وأن تظل المشاورات نظرية حتى يتم التعرف على الإدارة الأميركية الجديدة"، فإن مصادر أوروبية مطلعة تعتقد ب"ضرورة الاسراع في صوغ الأفكار العملية وبدء التعاون مع المصريين والفلسطينيين لاطلاق جهود إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية في قطاع غزة". وتشير المصادر نفسها إلى أن الإدارة الأميركية الحالية تدعم خطة الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب ولا تعترض على الدور المصري والمساهمة التي سيقدمها الاتحاد في المجالات الأمنية والاقتصادية لتأمين الوضع في قطاع غزة. وكان وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور نبيل شعث نقل إلى سولانا طلب السلطة الفلسطينية بأن يساهم الاتحاد ومصر مع الفلسطينيين في اقامة"غرفة عمليات مشتركة"لإدارة الوضع الأمني بعد انسحاب القوات الإسرائيلية. ولا يتجاوز مضمون الرد الأوروبي في الظرف الراهن"إمكان ارسال مجموعة من الخبراء الأوروبيين للتشاور مع المسؤولين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة كذلك مع الجانب المصري لتحديد حاجات المساعدات الأمنية وأولوياتها".