سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استجابة لطلبات النواب الاوروبيين الذين ساندوا مهمة تعيينه رئيساً للذراع التنفيذية للاتحاد . باروسو يسحب فريق عمله لتفادي حجب الثقة في ازمة مؤسساتية غير مسبوقة منذ عام 1957
دخل الاتحاد الأوروبي في ازمة مؤسساتية غير مسبوقة منذ تأسيسه عام 1957، بعدما اخفق رئيس المفوضية المعين خوسيه مانويل باروسو في اقناع غالبية نواب البرلمان بصدقية بعض أعضاء فريقه التنفيذي. وأعلن باروسو في ستراسبورغ امس، العدول عن تقديم تشكيلته للمفوضية امام البرلمان بعدما توصل الى الاستنتاج بانها لن تجتاز امتحان الثقة. وطلب مهلة تمتد اسابيع عدة من اجل اجراء مشاورات في العواصم الاوروبية تمهد لتأليف فريق جديد للمفوضية، يعرض امام النواب في دورة لاحقة. وفي ضوء التطورات، طلب رئيس الحكومة الهولندية يان بيتر بالكيميند الذي يترأس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي، من فريق العمل الذي يقوده رئيس المفوضية المنتهية ولايته رومانو برودي بالاستمرار في تصريف الاعمال، علماً انه كان مقرراً ان تتنحى هذه المفوضية يوم الاثنين المقبل، بعد مرور خمسة اعوام على توليها مهماتها. ووصفه الناطق الرسمي باسم المفوضية الحالية ريو كابينين الازمة بانها "استثنائية"، مؤكداً مواصلة المفوضية تصريف الاعمال. وكانت بوادر الأزمة نضجت مطلع الاسبوع الجاري اثر رفض باروسو سحب احد اعضاء تشكيلة المفوضية، الايطالي روكو بوتليون، والذي اعترض برلمانيون على قوله في جلسات الاستماع الاولية امام النواب ان الشذوذ خطيئة ومطالبته بوجوب توفير الظروف الملائمة للعائلة كي تتحمل المرأة دورها في الانجاب ورعاية زوجها. وهم اصروا على ضرورة ايجاد بديل لبوتيليون الذي يعد احد حلفاء رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني ويرتبط بعلاقات صداقة مع بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني، او اقله تغيير منحه منصب مسؤول الشؤون الداخلية والأمن في المفوضية. ويذكر ان بيرلوسكوني نفسه طالب بوتيليون بالانسحاب من تشكيلة المفوضية التي تواجه ايضاً انتقادات في شأن تعيين بعض اعضائها الوافدين من اوساط الأعمال وتكليفهم ملفات حساسة، على غرار التنافسية والسياسة الزراعية المشتركة. وجسدت المعارضة البرلمانية لتشكيلة باروسو غالبية النواب الاشتراكيين والخضر والليبراليين، في حين نالت دعم نواب المجموعة الديموقراطية المسيحية، أكبر مجموعة سياسية في البرلمان. لكن باروسو استنتج في اعقاب اجتماعه مع رؤساء اللجان السياسية صعوبة حصوله على مصادقة البرلمان الذي ساند تعيينه من قبل القمة الأوروبية، ما جعله يلتزم بالعمل على الاستجابة لطلبات النواب.