لم تكن المطربة المغربية حسناء المقيمة ما بين القاهرة وبيروت، تظن أن إطلالتها على الجمهور المغربي من خلال برنامج "مساء الفن" الذي تقدمه القناة المغربية الأولى، سيجلب لها كل هذه المشاكل. فأثناء حديثها عن أغنية "مرسول الحب" لم تُخفِ حسناء سعادتها بالنجاح الذي حققته هذه الأغنية التي أخرجتها من رفوف الإهمال وجعلت الشباب في مختلف البلدان العربية يتعرفون عبرها الى أنموذج للفن المغربي الجميل. حسناء وعدت أيضاً بمواصلة العمل على أغان مغربية قديمة لتعيد اليها الاعتبار. هذا الكلام الجميل كان من الممكن أن ينال استحسان الجميع لولا أن حسناء ذكرت عَرَضاً أن شركة الفيديو العربية التي نفذت فيديو كليب "مرسول الحب" تملك حقوق هذه الأغنية. أول رد فعل على تصريحات حسناء صدر عن النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة التي احتجت على "هضم الحقوق الأدبية والمادية للشاعر الغنائي المغربي حسن المفتي"، وأضافت النقابة في بيان أرسلت الى "الحياة" نسخة منه، أن "أغنية مرسول الحب التي تُبَث في القنوات الفضائية العربية مرات متعددة يومياً لا تحمل اسم الشاعر حسن المفتي لا في الجنريك ولا في الأشرطة والاسطوانات المعروضة للبيع داخل المغرب وخارجه، وهو ما يُعدُّ خرقاً لحقوق التأليف". وذكرت النقابة في بلاغها أن حسن المفتي فوّضها "اتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية" لتمكينه من استعادة حقوقه. بلاغ النقابة كان يضمر أيضاً نوعاً من الاتهام المبطن لعبد الوهاب الدكالي الذي لحّّن "مرسول الحب" في بداية سبعينات القرن الفائت واشتهر بها كمطرب خصوصاً في بلدان المغرب العربي. سبب الاتهام هو ما صرحت به حسناء للصحافة المغربية من أنها أخذت موافقة الدكالي على إعادة توزيع أغنيته، مما جعل الشاعر حسن المفتي ومعه أعضاء النقابة يشكون بأن الدكالي ربما باع حقوق "مرسول الحب" للشركة المنتجة من دون أن يعطي للمفتي مستحقاته. ولكي يحسم هذا النقاش قرر عبد الوهاب الدكالي بدوره اتخاذ الإجراءات الضرورية ليضمن هو الآخر حقوقه الأدبية والمادية خصوصاً أنه لم يُستشر في عملية إعادة توزيع "مرسول الحب" ولم يأذن لأحد بإعادة تقديمها. أما في شأن حسناء، فيؤكد فالدكالي أنه لا يعرفها ولم يسبق له أن التقى بها. لكنه مصر على مقاضاتها فقط "ليعيد لجيل الرواد من المطربين المغاربة حرمتهم ويضع حداً للاعتداءات المتكررة على أعمالهم وحقوقهم". الدكالي ينتقد أيضاً الشركة المنتجة للفيديو كليب قائلاً: "لا افهم لماذا أصرت الشركة المنتجة لفيديو كليب "مرسول الحب" على تصوير الثعابين والقردة. إن هذا التوظيف ليس في محله على الإطلاق. لقد شوَّه الأغنية تماماً ويبدو أن منفذي هذا الفيديو كليب لم يفهموا الأبعاد الإنسانية العميقة والرموز الفلسفية التي تنطوي عليها هذه الأغنية".