بعد موافقة الاتحاد الأوروبي على أن تصبح مدينة الإسكندرية المقر الرئيس للمؤسسة الأورو - متوسطية لحوار الثقافات "آنا ليند"، قام الاتحاد الأوروبي بتعيين الكاتب تراوجوت شوفتهلر السكرتير العام لمفوضية اليونسكو في ألمانيا مديراً لمؤسسة الحوار الاورو - متوسطي. ويعمل تراوجوت في منظمة اليونسكو في ألمانيا لإعداد برامج للبحث العلمي والتبادل الثقافي تخدم دول الشرق الأوسط. وفي العام 1996 كلف تراوجوت ان يكون الجهة المحايدة بين فلسطين وإسرائيل للتفاهم بينهما في إطار اتفاق أوسلو في مجال التعاون البحثي والثقافي، واستطاع أن ينجح في دور الوسيط بينهما وينجز الكثير لمصلحة الشعب الفلسطيني. كان الاتحاد الأوروبي اختار للمرة الأولى مدينة خارج دوله الأعضاء لتصبح مقراً رئيساً لإحدى مؤسساته المهمة، وقرر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم الأخير في العاصمة الإيرلندية إنشاء مقر لمؤسسة الحوار الأورو - متوسطي في مكتبة الإسكندرية تقديراً لتاريخ المكتبة ودورها كبوتقة لحضارات وثقافات عدة على مر التاريخ، وتأييداً لسياسة مصر في دعم التعاون والحوار بين الثقافات وتلاقي الحضارات لتحقيق التقارب بين الشعوب. وتقرر إطلاق اسم الراحلة "آنا ليند" وزيرة خارجية السويد صاحبة مبادرة إنشاء هذه المؤسسة على المقر الجديد للمؤسسة تقديراً لدورها في دعم حوار الثقافات بين مختلف دول العالم وتحقيق التقارب بين الشمال والجنوب. تتشارك مكتبة الإسكندرية مع المعهد السويدي في الإسكندرية لإدارة هذه المؤسسة، إذ ان الجهتين هما اللتان تقدمتا بهذا الاقتراح قبل سنة، وقد أجري بحثه في دوائر الاتحاد الأوروبي. وجرى اختيار "الاسكندرية" تقديراً لمكانتها الحضارية ومكانة مكتبتها العالمية. وأعرب يان هنينغسون مدير المعهد السويدي في الإسكندرية عن أمله بأن يسهم الحوار الأوروبي - المتوسطي في تعزيز الشراكة الأوروبية المتوسطية، وفي إرساء الأساس لتطوير سياسة الحوار الجديدة. وتتمحور الشراكة الأورو - متوسطية حول ثلاثة محاور هي: 1- المحور السياسي والأمني: ويستهدف "تحديد قضاء موحد للسلام والاستقرار". 2- المحور الاقتصادي والمالي: تضع الشراكة الأورو - متوسطية هدفاً لها إقامة "منطقة للرفاهة المشتركة" من خلال "التنمية الاقتصادية والاجتماعية الدائمة والمتوازنة ومكافحة الفقر". 3- المحور الاجتماعي والثقافي والإنساني: وهو يهدف إلى التعاون في مجال التعليم والإعلام والصحة وحقوق الإنسان والطاقة وتكنولوجيا الاتصالات والنقل ومكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب وتجارة المخدرات وغسل الأموال. ويرى إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية أن إنشاء المؤسسة يعد تشديداً على الرغبة في التعاون والتواصل بين الشعوب، وستعمل هذه المؤسسة على تفعيل دور الشراكة الأورو - متوسطية ودعم مشاريع التنمية في الشرق الأوسط. ويعتبر سراج الدين أن مثل هذا المشروع من شأنه أن يدعم الدور الذي تلعبه مدينة الإسكندرية كرمز للتعددية الثقافية والفكرية. ويؤكد إيان بوج سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة ثقته في أن مكتبة الإسكندرية ستسعى جاهدة لجعلها منطلقاً لحوار أورو - متوسطي، متصل الحلقات، قادر على الإسهام بفاعلية في دعم الأمن الإنساني، والتضامن الأورو - متوسطي، وإشاعة السلام.