تداخل مفهوما الإغاثة والتنمية في تفسير المبادرات التي استطاع "المنتدى العربي - الدولي لإعادة التأهيل والتنمية في الأرض الفلسطينية المحتلة: نحو الدولة المستقلة" استقطابها في اعمال يومه الأول في بيروت، لمساعدة الشعب الفلسطيني، فتوزعت ما بين "الإغاثة العاجلة" و"مبادرة شراكة". وإذا كانت المبادرات في رأي المتابعين لسخاء اصحابها "خجولة"، فإن نجاح المنتدى تحقق في مكان آخر، إذ اتاح امام المنظمات الأهلية الفلسطينية التي حضر ممثلون عنها من الضفة الغربيةوغزة الفرصة لنسج علاقات مع مثيلاتها من الدول العربية المشاركة في المنتدى تمهيداً لتبادل الخبرات وأشكال التعاون في جهود التنمية. وفي المساحة الزمنية الفاصلة ما بين جلسات المنتدى المخصصة لتلاوة تقارير وتقديم مداخلات عن احتياجات الشعب الفلسطيني ودولته الموعودة، عقد مؤتمر صحافي من المفترض ان يتكرر يومياً للإعلان عن المبادرات التي هي غاية المنتدى. فكشف ممثل صندوق الأقصى منصور بن فتى عن برنامج يقضي بتخصيص 25 مليون دولار "للصرف العاجل لمصلحة قطاع غزة"، مشيراً الى ان البرنامج سيكون بالمشاركة مع وزارة التخطيط في السلطة الفلسطينية، ولفت الى ان مؤسسة "انتربال" في اوروبا "سمعت بالمبادرة واستجابت بمبلغ مليون دولار"، فيما شرح وزير التخطيط بالوكالة غسان الخطيب الاحتياجات الطارئة التي ستستخدم المبادرة لتلبيتها "إذ ان الاعتداءات الإسرائيلية دمرت معالم البنى التحتية من شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي ومدرستين ومستشفى". ومبلغ ال25 مليون دولار ساهم في جمعه "الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي" بقيمة 10 ملايين دولار و"البنك الإسلامي للتنمية" مع "صندوق الأقصى" بنسبة 12 مليون دولار. وأعلن المدير التنفيذي لجمعيات ائتلاف الخير عصام يوسف عن مبادرة اخرى يوقعها مع "اسكوا"، وتهدف الى "إعادة تأهيل الأراضي الزراعية الفلسطينية وتعزيز قدرات الشعب الفلسطيني على تطوير المؤسسات الزراعية ونقل الخبرات العلمية في هذا المجال نحو الدولة الفلسطينية الحرة والمستقلة". مشيراً الى ان "الجهات التي لبت دعوة ائتلاف الخير كانت البنك الإسلامي للتنمية وجمعية قطر الخيرية والصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية - بريطانيا والهيئة الخيرية العالمية - الكويت ولجنة مناصرة الشعب الفلسطيني - فرنسا ومؤسسة القدس - هولندا وهي مؤيدة من بيت مال القدس الشريف والندوة العالمية للشباب الإسلامي - سورية". وأوضح ان مدة هذه الشراكة هي 5 سنوات تبدأ من منتصف 2005، ويشارك الائتلاف بمبلغ 3 ملايين دولار. وشكر وزير العلاقات الخارجية في السلطة الفلسطينية نبيل شعث، الذي شارك في اعمال اليوم الأول للمنتدى قبل مغادرته لبنان، اصحاب المبادرات والمساهمين فيها معتبراً انها تعطي الشعب الفلسطيني احساساً بأنه غير متروك عربياً، كما انها تصب في هدف التنمية. ورأى ان دعم هذا الشعب مالياً اجدى من إرسال معونات له، ولفت الى ان قدراً من التشكيك بمصير الأموال المرسلة بديهي لكنه اكد وصولها الى اصحابها. وكان شعث زار والوفد الوزاري الفلسطيني المرافق الرئيس اللبناني اميل لحود ناقلاً له تحيات رئيس السلطة ياسر عرفات. وأكد شعث اهمية التنسيق اللبناني - السوري - الفلسطيني في هذه المرحلة.