تراجع مستوى تمثيل الوفود العربية المشاركة في "المنتدى العربي الدولي عن إعادة التأهيل والتنمية في الأرض الفلسطينية: نحو الدولة المستقلة" الذي افتتح أعماله مساء أمس في بيروت، من دون أن تقدم الدول التي وافقت على المشاركة تبريراً لذلك. وكانت اللجنة الاقتصادية الاجتماعية لغرب آسيا أسكوا تعد للمنتدى منذ ثلاث سنوات بالتعاون مع السلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية على أمل تعزيز الدعم العربي والدولي لفلسطينيي الداخل لتخطي تداعيات الاحتلال. وعلى رغم ان الدول العربية تمثلت في المؤتمر، إلا أن الوعود بأن تكون مشاركتها على مستوى رؤساء وزراء أو وزراء خارجية لم تلتزم، بدءاً من وفد السلطة الفلسطينية نفسه الذي كان متوقعاً أن يرأسه رئيس الوزراء أحمد قريع، لكن رأسه وزير الشؤون الخارجية نبيل شعث وضم وزراء العمل غسان الخطيب، وشؤون المرأة زهيرة كمال والاقتصاد والتجارة عزام الأحمد. أما بقية الدول فتمثلت على مستوى وكلاء وزراء وليس وزراء، في وقت كان هناك حضور مكثف واسع للقطاع الأهلي وغرف التجارة والصناعة ورؤساء بلديات ومحافظين. وكان مجلس التعاون الخليجي وعد "أسكوا" بمشاركة بحجم الحدث. ويأمل المنظمون في أن يكون حجم الدعم الذي قد تقدمه الدول الأعضاء مغايراً لحجم التمثيل. ومن مظاهر تراجع التمثيل أيضاً غياب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن الحدث والذي حضر نيابة عنه مساعده للشؤون الفلسطينية السفير سعيد كمال، وغاب تباعاً عن حفلة الافتتاح الرئيس اللبناني ليمثله وزير الشؤون الاجتماعية أسعد دياب. وفي حين لم تؤكد أي محطة تلفزيونية محلية أو فضائية للمنظمين طلب النقل المباشر للمنتدى أو حتى لجلسة افتتاحه، فإن الكلمات التي من المقرر أن تلقى في الافتتاح لم تتوافر لمسؤولي التنظيم، ما أحدث ارباكاً ما اعتادت عليه هذه المنظمة الدولية. وكان المنظمون شعروا بتراجع المشاركة قبل نحو اسبوع من عقد المنتدى من دون أن يتلقوا تبريراً لذلك، بل ان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الأمينة التنفيذية ل"أسكوا" ميرفت تلاوي لمحت الى الأمر في مؤتمر صحافي عقدته الأسبوع الماضي ورجحت ان يكون السبب تصاعد المواجهات الفلسطينية - الاسرائيلية. على ان التمثيل الدولي في المنتدى بقي على حاله بعدما طلبت الدول الأوروبية من سفرائها في لبنان تمثيلها، الى جانب حضور واسع للمنظمات الأهلية التي لها مشاريع مسبقة مع الفلسطينيين. وإذا كانت جلسات المنتدى التي تبدأ اليوم ستخصص لعرض الواقع الذي خلفه الاحتلال الاسرائيلي وإمكانات التنمية في ظل عدم الاستقرار وتحديد الأولويات والحاجات الفلسطينية وعرض سبل تعزيز الشراكات العربية الفلسطينية، فإن "الأسكوا" تعوّل في شكل أساسي على المبادرات التي ستطلق بين الجلسات وورش العمل من خلال مؤتمرات صحافية خاصة من شأنها أن تعطي زخماً للحدث وتوصل صوت العرب والمجتمع الدولي الى الفلسطينيين. وأولى هذه المبادرات اليوم سيعلنها البنك الإسلامي للتنمية، على أن تعلن مبادرات أخرى قيل انها "مفاجأة". ويُعلن غداً عن مبادرة أخرى باسم المجتمع المدني عبارة عن زرع مليون شجرة زيتون في الأراضي الفلسطينية، وثمة مبادرة للهلال الأحمر القطري. وكان شعث التقى وزير الخارجية اللبناني جان عبيد واعتبر "ان هناك موقفاً أميركياً أو لا موقف يسمح لإسرائيل بأن تعبث بأمن كل المنطقة ويمنع مجلس الأمن من التحرك". وعن تفجير فندق طابا قال شعث: "نحن نقاتل الاسرائيليين في فلسطين ونتصدى لجرائمهم، لكننا لا نقبل بأي اعتداء على أمن مصر أو على أمن أي دولة عربية. وأي اعتداء هو جريمة لا يجوز اطلاقاً ربطها ووضع أعذار لها بأي شكل من الأشكال. لكن نقول اننا نعاني الجرائم الاسرائيلية، وما فعلوه شيء رهيب. زرت المستشفيات في غزة حيث هناك 900 جريح، لا أحد منهم جرح بطلقات رصاص، كلهم نسفوا بصواريخ حارقة من السماء أو من الدبابات، لا شيء يغفر هذه الجريمة الاسرائيلية".