نجح رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في تجنب احراج كبير في ختام المؤتمر السنوي لحزب العمال الحاكم، عندما اقنع النقابات العمالية الرئيسية بوقف دعمها اقتراحاً يطالب بتحديد موعد لسحبه القوات البريطانية من العراق، بعدما وعدت الحكومة على لسان وزير خارجيتها جاك سترو المؤتمرين بأن تنسحب هذه القوات عندما تطلب الحكومة العراقية ذلك. واكد بلير في تصريحات الى "الحياة" كلام سترو، موضحاً ان حكومته "مصممة على اجراء الانتخابات العراقية في موعدها وان القوات الاميركية والبريطانية ستنسحب عندما يصبح بإمكان الحكومة العراقية ان تشرف على امن وادارة العراق". وشدد بلير على "ان وجودنا في العراق يعتمد على رغبة الحكومة العراقية، واذا استطعنا ان نوقف نشاط الارهاب وعنف الارهابيين ضد الشعب العراقي، فان ذلك سيفتح المجال لتحقيق تقدم سريع". واعرب عن امله في ان "تتاح للعراقيين الفرصة لاختيار حكومتهم لأنه من العار ان لا يُعطوا هذا الفرصة". ورداً على سؤال آخر عن تعهده شخصياً بالتركيز على احياء جهود السلام المتعثرة في الشرق الاوسط قال بلير "واضح اننا سنعمل بشكل جاد مع الاميركيين وحلفائنا الاوروبيين ومع الاسرائيليين والفلسطينيين لاطلاق عملية السلام حالاً، لان كل واحد منها يتفهّم حقيقة ان هذه القضية مهمة على الصعيد الدولي". واوضح ان "الكل يدرك اهمية تقريب وجهات النظر وإحلال السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، نظراً الى انعكاس ذلك علينا نحن ايضاً". وعن اختياره اول تشرين الثاني نوفمبر المقبل لبدء جهوده تجاه عملية السلام، قال "هناك الكثير من الاهتمام بالانتخابات الرئاسية الاميركية وعندما ننتهي من ذلك سنركّز عقولنا وجهودنا على هذه القضية". ووصف رئيس الوزراء البريطاني خريطة الطريق بأنها "الوسيلة الوحيدة لحل المشكلة من خلال تطبيق البنود والقواعد التي حددتها بكل تفاصيلها، ومن ضمنها قيام دولتين واحدة منهما فلسطينية". وزاد: "اذا نجحت في تحقيق ذلك فإن في وسعنا القول اننا وفّرنا الكثير من المعاناة والألم وفتحنا المجال امام المنطقة لتتطلع الى المستقبل". وجدد سترو في كلمته التعهد بالعمل "من اجل سلام دائم في الشرق الاوسط وتعهده قيام دولتين". واستقبل خطابه بتصفيق حاد عندما تحدث عن عدم شرعية الجدار العازل الذي تشيده الحكومة الاسرائيلية وطالب بتعديل مساره.