سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اسرائيل تحضر لتوسيع نطاق عدوانها وتهدم عشرات المنازل في مخيم جباليا . جيش الاحتلال يقتل 20 فلسطينياً في قطاع غزة والفلسطينيون يقتلون 3 اسرائيليين بينهم جنديان
على رغم أن قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين اليهود يدفعون ثمناً باهظاً لعمليات الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية آرييل شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز آثرا المضي قدماً في اجتياح مزيد من المناطق في القطاع. وبدت المناطق التي اجتاحتها قوات الاحتلال بدءاً من ليل الاثنين - الثلثاء، خصوصاً عند أطراف مخيم جباليا للاجئين، كأنها ساحة حرب حقيقية يخوض فيها جيشان نظاميان حرب شوارع ضارية، علماً أن الفلسطينيين يملكون قليلاً من المواد المتفجرة والأسلحة الخفيفة وكثيراً من الإرادة والتصميم على دحر الاحتلال والدفاع عن كرامتهم وأرضهم. خاض مقاتلون فلسطينيون من مختلف الفصائل والأجنحة المسلحة حرباً ضروساً مع قوات الاحتلال الإسرائيلي الماضية قدماً في التوغل في مخيم جباليا من عدة محاور من الجهتين الشرقية والشمالية للمخيم، استخدموا فيها ما يملكونه من براعة في تصنيع عبوات ناسفة محلية الصنع وقذائف "آر بي جي" وأخرى مضادة للأفراد وبنادق "كلاشنيكوف". ومع أن الفارق هائل بين ما يملكه المقاتلون الفلسطينيون من أسلحة وما يملكه الجيش الإسرائيلي، فإن المقاتلين الفلسطينيين استخدموا كل ما هو متوفر لديهم من وسائل قتالية بدائية واستغلوا الضباب الكثيف الذي لف المنطقة ليل الأربعاء - الخميس وشنوا هجومين نوعيين استهدف احدهما موقعاً عسكرياً شرق مخيم جباليا والآخر مستوطنة "نيسانيت" اليهودية شمال بلدة بيت لاهيا فأوقعوا جنديين قتيلين وأصابوا آخر بجروح خطيرة جداً، وقتلوا مستوطِنَة وأصابوا آخر في عملية تسلل جاءت بعد أسبوع بالضبط من عملية تسلل مماثلة إلى مستوطنة "موراغ" شمال رفح أوقعت ثلاثة قتلى جنود. وبذلك يرتفع عدد القتلى الإسرائيليين منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال القطاع إلى خمسة في أقل من 24 ساعة، من بينهم الطفلان اللذان قتلا في بلدة "سديروت" داخل الخط الأخضر شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع مساء أول من أمس، كما أصيب جنديان آخران بشظايا صاروخ مضاد للأفراد. وزرع المقاتلون الفلسطينيون الطرق والشوارع والمحاور المختلفة بالمتفجرات ووقفوا لآليات الاحتلال بالمرصاد، فأطلقوا القذائف وشغلوا العبوات واشتبكوا لساعات طويلة مع قوات الاحتلال. وردت قوات الاحتلال بجنون فارتكبت مجزرة عندما أطلقت دبابة قذيفة من نوع "فلاشيت" التي تحتوي مئات المسامير التي تشبه الأسهم، ما أوقع ثمانية شهداء فوراً فضلاً عن عدد من الجرحى. وقالت مصادر طبية ومحلية ل"الحياة" ان عدداً من الشهداء وصلوا أشلاء مقطعة إلى المستشفيات. وبذلك يرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا أمس الى 20 شهيداً. وكان سبعة شهداء سقطوا أول من أمس أربعة منهم في هجوم صاروخي من مروحية إسرائيلية من نوع "أباتشي" أميركية الصنع، وفي الهجوم على الموقع العسكري الإسرائيلي. وأصيب أكثر من 110 فلسطيني بالرصاص وشظايا القذائف والصواريخ من بينهم الزميل المصور الصحافي التلفزيوني في وكالة "رامتان" للأنباء إياد الدحدوح 29 عاماً الذي أصيب بجروح خطيرة برصاصة في صدره. واستمر أمس سقوط صواريخ "قسام" على بلدة "سديروت" على رغم أن قوات الاحتلال تحشد مزيداً من القوات وتدفع بها إلى مخيم جباليا. وقالت مصادر ل"الحياة" إن الجيش الإسرائيلي سيجتاح خلال الساعات المقبلة مناطق عدة في القطاع وسيوسع من نطاق عملياته العسكرية هناك. وقالت مصادر محلية وشهود ل"الحياة" ان الجرافات الضخمة شقت طرقاً جديدة لها وللدبابات والآليات من خلفها وسط بساتين وبيارات الحمضيات والزيتون على أطراف مخيم جباليا لتلافي السير في الشوارع والطرقات القائمة المزروعة بالمتفجرات. وأضافوا أن الجرافات فعلت الشيء نفسه مع منازل المخيم، وهدمت عشرات منها لتشقّ طرقاً لها بينها للتوغل في المخيم. من جهة أخرى قسمت قوات الاحتلال قطاع غزة إلى ثلاث مناطق بعد أن أغلقت حاجزي المطاحن وأبو هولي جنوب دير البلح. تقويمات إسرائيلية في هذه الأثناء أجرى رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية الجنرال موشيه يعلون تقويماً للوضع في شمال القطاع، وذلك في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب بمشاركة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" وضباط آخرين في مقر القيادة العامة. كما قال من يسمى قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي التي تضم قطاع غزة الجنرال دان هرئيل انه سيتم اتخاذ قرارات حول طرق الحل بعد هذين التقويمين. وأضافت مصادر في الجيش الإسرائيلي ان "الحدث الصعب في "سديروت" يحتم القيام برد قاس من جانب الجيش الإسرائيلي والتنظيمات المعادية هي التي ستدفع الثمن". بدوره، أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية آرييل شارون من منزله في مزرعته اتصالات مع قادة الأجهزة الأمنية حول العملية العسكرية وما جرى في "سديروت". وقالت مصادر سياسية إسرائيلية تعقيباً على سقوط صواريخ "قسام" على "سديروت" "ان الفلسطينيين يريدون تصعيد الوضع كي تلغي إسرائيل خطة فك الارتباط". وأضافت: "سيكون هناك حل لمشكلة القسام. يجب إيجاد السبل من أجل تدمير القسام من جانب واحد أو بالتعاون مع الفلسطينيين". دحلان يندد ودان وزير الشؤون الأمنية السابق محمد دحلان العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً الاعتداءات الجارية حالياً في شمال القطاع، ووصف في تصريح صحافي أمس هذه الاعتداءات بأنها "أقسى حالات التطهير العرقي". وقال إن الجيش الإسرائيلي يرتكب "مجزرة" في القطاع، مضيفاً انه "في حال استمرار الجنون الإسرائيلي، فإن الجيش الإسرائيلي سيدفع ثمناً لوجوده غير المبرر على الأراضي الفلسطينية من دماء جنوده". وانتقد الصمت الدولي تجاه ما يحدث، معتبراً ذلك "وصمة" عار في جبين المجتمع الدولي! وتعهدت فصائل المقاومة باستمرار المقاومة والانتفاضة حتى دحر الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت الأجنحة العسكرية في بيانات منفصلة إن مجموعاتها أعطبت آليات وفجّرت عبوات وأطلقت قذائف على جنود الاحتلال في إطار الدفاع المشروع عن النفس أمام آلة حرب إسرائيلية لا تعرف الرحمة. وفي ما يأتي أسماء الشهداء الذين سقطوا في ساعة متقدمة من ليل الأربعاء - الخميس: مصعب البرادعي 21 عاماً قصف "أباتشي"، فتحي الصواوين 23 عاماً في قصف "أباتشي"، خليل ناجي 27 عاماً في قصف "أباتشي". اما الشهداء الذين سقطوا نهار الخميس فهم: عبدالحي النجار 20 عاماً خلال اقتحام موقع عسكري إسرائيلي، أسامة البرش 21 عاماً خلال اقتحام موقع عسكري إسرائيلي، سفيان أبو الجديان 33 عاماً، رأفت جاد الله 25 عاماً، حمزة أحمد 23 عاماً، محمد الحبل 60 عاماً، محمد الجعبير 17 عاماً، حازم فرج الله 27 عاماً، عاطف الأشقر 27 عاماً، تامر أبو اشكيان 14 عاماً، رائد العمري 18 عاماً، مصعب جمعة 22 عاماً خلال اقتحام مستوطنة "نتسانيت"، حسام غبن 19 عاماً خلال اقتحام مستوطنة "نتسانيت"، محمد الاستاذ 24 عاماً وعبد الله شلحة 14 عاماً.