طلبت النيابة العامة الكويتية من وزير العدل أحمد باقر إعداد طلب للتعاون مع المحاكم العراقية من أجل تكييف ومتابعة الملفات اللازمة لمحاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين، وسيقدم الطلب فور إعداده الى السلطة المختصة في العراق. وقال باقر للصحافيين امس ان الطلب الكويتي الذي سيرسل قريباً الى بغداد "يتضمن أسساً قانونية مفصلة، ونحن نتطلع الى التعاون مع المحاكم العراقية التي أسست لذلك الغرض"، واعتبر ان للسلطة القضائية الكويتية دوراً مهماً ستلعبه في المحاكمة المنتظرة للرئيس الذي غزت قواته الكويت قبل 13 عاماً. وأوضح ان "مكتب جرائم الحرب" الذي يشرف عليه النائب العام الكويتي أعد 178 ملفاً لدعاوى جرائم ارتكبها صدام حسين وأعوانه في الكويت، وقال ان عدد الملفات قد يرتفع الى 200 عند اكتمال عمل المكتب وتسليمه الملفات الى السلطات العراقية. ورداً على سؤال عما إذا كانت الكويت ستطالب بمحاكمة شخصيات عراقية تؤويها دول عربية مثل وزير الإعلام السابق محمد سعيد الصحاف ومندوب العراق في الأممالمتحدة محمد الدوري وبنات صدام حسين وغيرهم، قال باقر: "كل من يرد اسمه في ملفات الدعاوى بكونه شارك في ارتكاب جرائم سيتم متابعته والادعاء عليه". وأضاف ان "كل قضية يجب أن تقدم بعناصرها مكتملة، مثل الواقعة وأركانها والمتهم والمجني عليهم والشهود، وعند استكمال تجهيز الملفات، سيكون بين الكويت والمحاكم العراقية المختصة نوع من التعاون في كيفية تقديم الملفات". من جهة أخرى، قال باقر ان مجلس الوزراء الكويتي أقر أخيراً طلباً من اللجنة المشتركة للمساعدات الانسانية بين الكويتوالعراق لتدريب بعض القضاة العراقيين في الكويت، وذلك ضمن مجالات التعاون بين البلدين. في هذا الوقت، شيعت الكويت امس رفات 16 من مواطنيها عثر عليها في مقابر جماعية في الكويت بعدما تم التعرف الى هوياتها بفحص الجينات الوراثية. وكان هؤلاء اسروا خلال الغزو العراقي للكويت. وقال فائز العنزي رئيس الفريق المكلف البحث عن الاسرى والمفقودين الكويتيين ان ثمانية جثث جديدة تم التعرف على اصحابها بعد اجراء فحص الحمض الريبي النووي على رفاتهم. وتقول الكويت ان الالاف من الكويتيين ومن ابناء الجنسيات الاخرى اسروا عندما غزت قوات صدام حسين الكويت في اب اغسطس 1990 واحتلته لمدة سبعة اشهر الا انه لم يعرف مصير 605 منهم بعد تحرير الكويت عام 1991. وتقول السلطات الكويتية انه اضافة الى الكويتيين هناك 14 سعوديا وخمسة مصريين وخمسة ايرانيين واربعة سوريين وثلاثة لبنانيين وبحريني وعماني وهندي. واكد نظام صدام مرارا انه فقد اثر الاسرى خلال الانتفاضة التي اندلعت في جنوبالعراق بعد خروج القوات العراقية من الكويت.