ذكرت "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي أمس ان الخبير البريطاني في اسلحة الدمار الشامل ديفيد كيلي الذي انتحر وتسبب في ازمة للحكومة البريطانية، كان يعتقد بأن العراق يملك بالفعل اسلحة محظورة، لكنه كان يحتاج "إلى أيام أو أسابيع" لاستخدامها، وليس إلى 45 دقيقة كما زعم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وقال كيلي في مقابلة سابقة أجريت معه في تشرين الاول اكتوبر 2002 ولم تُبث من قبل، ان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين كان يشكل "تهديداً مباشراً" على جيرانه مثل ايران واسرائيل. وانتحر كيلي بقطع شرايين يديه في منطقة غابات نائية في تموز يوليو الماضي بعدما كُشف انه كان مصدر تقرير اعده الصحافي في "بي بي سي" اندرو غيليغان اتهم فيه الحكومة البريطانية بأنها "ضخمت" التهديد العراقي لتبرير شن الحرب على العراق من دون تفويض من الاممالمتحدة. وكان بلير عرض في ايلول سبتمبر 2002 تقريراً اكد فيه ان "بعض اسلحة الدمار الشامل العراقية يمكن ان تكون عملانية خلال مهلة لا تزيد عن 45 دقيقة". وقبل أسبوع واحد فقط من موعد تقديم القاضي المستقل اللورد هاتون تقريره عن حادث انتحار الخبير كيلي، من المقرر ان تكون "بي بي سي" عرضت مساء أمس في برنامج التحقيقات "بانوراما" تفاصيل المقابلة التي كانت اجريت مع كيلي الذي ذكر فيها عن الاسلحة العراقية "حتى ولو انها غير عملانية وغير منتشرة اليوم فإنها قادرة ان تكون كذلك خلال أيام أو أسابيع". واشار الى انه لا يعلم شيئاً عن آلية عمل تلك الاسلحة. واضاف: "لا بد ان صدام خطط لانتاجها وقطع شوطاً للوصول الى انظمة افضل وأكثر فاعلية وهي ما لم نعاينه على الاطلاق لتحديد ما اذا كان العمل لايزال مستمرا فيها منذ 1991 وحتى وقتنا الحالي أم لا". وبعد مرور تسعة أشهر على اطاحة صدام لم يتم العثور حتى الان على اي من اسلحة الدمار الشامل التي زعم بلير ان الزعيم العراقي كان يجهزها للانطلاق. ولم تعثر تحقيقات هاتون المطولة الصيف الماضي على اي ادلة بأن الحكومة علمت او شكت في ان مزاعمها عن فترة 45 دقيقة لاطلاق تلك الاسلحة كانت خاطئة. لكنها اشارت الى ان الحكومة ساهمت في كشف اسم كيلي.