خبر عابر تناقلته الفضائيات العربية عن تسلّم الكاتب يحيى يخلف حقيبة الثقافة في الحكومة الفلسطينية الجديدة. الخبر يعني أن شؤون الثقافة وشجونها صارت في عهدة أبنائها، فيخلف قبل أن يكون وزيراً، وبعد أن يترك الوزارة، كاتب مبدع عرفه القراء من خلال عطائه الابداعي في مجالات الرواية والقصة القصيرة، حيث أصدر روايات: "نجران تحت الصفر"، "نشيد الحياة"، "بحيرة وراء الريح"، "تلك المرأة الوردة" و"تفاح المجانين"، إضافة الى مجموعاته القصصية والتي كان أبرزها "نورما ورجل الثلج". يحيى يخلف الوزير اليوم، هو الكاتب الذي مارس الكتابة الابداعية طوال العقود الثلاثة الماضية من موقع "شعبي"، عكست كتاباته من خلاله وعي أو تطلعات البسطاء من الفلسطينيين في الشتات، قبل أن يعود الى أرض الوطن التي شهدت بدايات إبداعه من خلال القصص القصيرة الأولى التي كتبها قبل هزيمة حزيران يونيو 1967، ونشرها في مجلة "الأفق الجديد" المقدسية، والتي شهدت بدايات زملاء آخرين من الكتّاب والشعراء الفلسطينيين، لعل أبرزهم الشاعر الراحل محمد القيسي، والشاعر عز الدين المناصرة والكاتبين محمود شقير وأمين شنار والكاتب الشهيد ماجد أبو شرار وغيرهم. ما ينتظر يخلف الوزير إذاً، هو ما ترتّبه مكانته الابداعية بين صفوف زملائه من المبدعين، وهي مهمات كثيرة وصعبة، لكن ما يعنينا الإشارة اليه هنا، هو المهمة الأهم في هذه المرحلة: إقامة خطوط الاتصال بين الوطن والشتات، وهي خطوط لا يخفى على أحد أنها شبه مقطوعة، وفي أحسن الحالات موسمية ونادرة الوقوع، الى درجة لم يعد معها ممكناً لمن يعيشون في الشتات معرفة ابداعات الوطن والعكس صحيح. يزيد من فداحة هذا التباعد غياب الاتحاد العام للكتّاب والصحافيين الفلسطينيين التام، ما يجعل بعث الحياة في خطوط الاتصال المقطوعة مهمة أولى من مهمات وزارة الثقافة ووزيرها الكاتب يحيى يخلف، وهو أمر ممكن من خلال اعادة طباعة منشورات الداخل الفلسطيني في الخارج، واعادة نشر كتب الخارج في مدن الوطن. نعرف ان الظروف قاسية والامكانات قليلة، بل هي شبه معدومة، ولكننا نثق بأنها يمكن أن تتوافر بقليل من الجهد والمثابرة، من أجل ردم الهوة واعادة الحياة الى نشاط ثقافي شبه متجمد.