فجر مهاجم نفسه في سيارة محملة بنصف طن من المتفجرات أمام المقر الاميركي الرئيسي في العاصمة العراقية صباح أمس الاحد، ما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الاقل واصابة اكثر من 100 في اكثر الهجمات دموية منذ اعتقال الرئيس المخلوع صدام حسين. وهز الهجوم قلب بغداد قبل يوم من اجتماع مهم في نيويورك بين الاممالمتحدة ومجلس الحكم العراقي ومسؤولين أميركيين وبريطانيين لمناقشة المستقبل السياسي للعراق. وانفجرت القنبلة خارج المدخل الرئيسي لما يعرف باسم "المنطقة الخضراء" التي كانت مجمع قصور لصدام واصبحت الان المقر المدني والعسكري لسلطة التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق. وأكد الجيش الامريكي مقتل 20 شخصا على الاقل لكن من المحتمل ارتفاع الحصيلة. وافادت تقارير اخرى ان عدد القتلى بلغ 25 شخصا. وبعد اكثر من سبع ساعات من الانفجار كان الجنود لا يزالون ينتشلون جثثا من بين الحطام في حين تزيل جرافات الانقاض وتبعد السيارات التي تضررت في الحادث. وافاد مسؤولون ان كثيرا من جثث الضحايا شوهت او احترقت بشدة على نحو يصعب معه التعرف على هويتها على الفور. وقال متحدث باسم الجيش الاميركي ان من المعتقد ان اثنين على الاقل من الاميركيين ضمن قتلى الانفجار الذي تسبب في اصابة اكثر من مئة كلهم تقريبا من العراقيين. وأفادت مستشفيات انها عالجت 110 أفراد على الاقل من اصابات. وذكر مسؤولون عسكريون اميركيون ان بين المصابين ستة أميركيين هم ثلاثة جنود وثلاثة مدنيين. وأطلق الانفجار العنيف أعمدة من الدخان الاسود في السماء على طول ضفاف نهر دجلة. واندلعت السنة النيران في سيارات بالشارع ورقد ضحايا على الارض وسط برك من الدماء. وهرعت سيارات الاسعاف لنقل المصابين الى المستشفيات وسط الضباب الكثيف في وقت مبكر من صباح أمس. وقال الكولونيل الاميركي رالف بيكر ان شاحنة تحمل شحنة ناسفة تزن 454 كيلوغراما انفجرت أمام احدى بوابات المنطقة الخضراء بينما كانت سيارات واناس يصطفون في انتظار دورهم للدخول. وبينما كان عراقيون ممن تملكهم القلق على ذويهم واقفين في مكان الحادث وزع جنود عراقيون منشورات تتعهد بتقديم حوالى 2500 دولار لمن يقدم اي معلومة تؤدي لاعتقال المسؤولين عن هجمات ضد الاحتلال. وتعتقل قوات الاحتلال أسبوعيا عشرات ممن يشتبه في انهم مقاومون في مداهمات بانحاء البلاد وتطلق سراح بعضهم وتستجوب الباقين. واعتقل اربعة عراقيين كانت سياراتهم تحمل آثار متفجرات، خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة على مقربة من مقر قيادة القوات الاميركية في بغداد. ووضعت القوات الاميركية في حال تأهب عشية لقاء متوقع اليوم في نيويورك بين الاممالمتحدة والحاكم المدني الاميركي على العراق بول بريمر ووفد عراقي. وقال مسؤول طلب عدم كشف هويته "وقع حادثان خلال الايام العشرين الماضية. رصدنا سيارات كانت تحاول الدخول الى المنطقة الخضراء حيث المقر العام الاميركي وتبين لدى الكشف عليها انها تحمل متفجرات. وكان على متن السيارة الاولى ثلاثة عراقيين وعراقي واحد على متن الثانية". ويخضع العراقيون الاربعة الان للاستجواب في محاولة لمعرفة ما اذا كانت هذه الحوادث على علاقة بالاعتداء بالسيارة المفخخة أمس. وقال الجنرال مارك كيميت في مؤتمر صحافي في بغداد "قضى 20 شخصا على الاقل واصيب حوالى 60 بجروح". وكانت حصيلة سابقة صادرة عن سلطة التحالف اشارت الى 18 قتيلا في المستشفيات العسكرية الاميركية. واعلنت المستشفيات العراقية عن خمسة قتلى و71 جريحا. واضاف الجنرال الاميركي "كل المؤشرات تدل على انه تفجير انتحاري، لدينا تأكيدات ان هناك قتلى من المدنيين الاميركيين، العدد المتوافر لدينا هو قتيلان لكننا ننتظر التأكيد النهائي". بريمر ومجلس الحكم يستنكران ودان الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر عملية التفجير ووصفها بأنها "هجوم وحشي". وأوضح في تصريح صحافي نشره موقع سلطة التحالف على الانترنت "إن حادث التفجير الارهابي الذي حصل في بغداد اليوم هو هجوم وحشي ودليل واضح آخر على النوايا الاجرامية والشريرة للارهابيين لتقويض الحرية والديموقراطية والتقدم في العراق. انهم لن ينجحوا في مسعاهم". وتابع "إن عزمنا للعمل من اجل مستقبل مستقر وديموقراطي لهذا البلد لن يضعف وخطتنا لتسليم ما تبقى من السلطة للحكومة العراقية الجديدة في تموز يوليو من هذا العام لن تتغير". ودان حميد الكفائي، الناطق باسم مجلس الحكم الانتقالي، الهجوم. وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع قوات التحالف أمس أن "الإرهابيين اختاروا وقت الذروة في منطقة مزدحمة بالمواطنين لتنفيذ عملهم الإرهابي"، مشددا على "وجود علاقة بين اتباع صدام واتباع القاعدة وأن الاثنين لا يتوانيان عن ارتكاب الأفعال الإرهابية بحق الشعب العراقي". وبث التلفزيون الايراني الرسمي ان القوات الاميركية اعتقلت لبعض الوقت اثنين من صحافييه احدهما مدير مكتب المحطة في بغداد غلام رضا كوشاك اللذين توجها الى مكان وقوع العملية الانتحارية. وقال مسؤول في التلفزيون فضل عدم الكشف عن هويته إن الصحافيين توجها الى مكان وقوع الانفجار لتغطية الحدث فاعتقلهما جنود اميركيون قبل ان يفرجوا عنهما بعد قليل. اعتقالات في الحويجة وفي مدينة الحويجة، اكد مسؤول في الشرطة العراقية ان القوات الاميركية اعتقلت أمس، ستة عراقيين متهمين بحيازة وصناعة عبوات ناسفة وقنابل محلية ومتفجرات. وقال المقدم كريم نصيف من شرطة الحويجة ان "القوات الاميركية داهمت قرية العزيزية التي تبعد اربعين كيلومترا غرب كركوك واعتقلت ستة عراقيين بحوزتهم عبوات ناسفة وقنابل محلية واسلاك وساعات للتوقيت وكميات من المتفجرات. القوات الاميركية نقلت هؤلاء الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم ما بين 22 عاما و32 عاما الى مطار كركوك القاعدة الرئيسية للقوات الاميركية في كركوك". انفجار في البصرة وفي البصرة، قال شهود ان جنديين بريطانيين وشرطيين عراقيين اصيبوا بجروح عندما انفجرت قنبلة على جانب طريق في المدينة في عربتهما. واوضح الشهود ان الجنديين البريطانيين كانا في سيارة مدنية واصيبا في الانفجار واحدهما في حال خطرة. كما اصيب شرطيان عراقيان كانا مع البريطانيين في السيارة. واغلقت القوات البريطانية التي تسيطر على مدينة البصرة في جنوبالعراق المنطقة وازالت العربة المدمرة. وتقل الهجمات على قوات الاحتلال في جنوبالعراق الذي يغلب عليه الشيعة مقارنة مع بغداد. مقتل مدني عراقي برصاص اميركيين وفي منطقة بيجي في شمال العراق، قتل مدني عراقي واصيب اثنان اخران بجروح امس، برصاص جنود اميركيين بعد انفجار قنبلة لدى مرور دبابة اميركية في مدينة بيجي. واعلن قائد الشرطة في المدينة العقيد حميد عبد الله ان جنودا اميركيين فتحوا النار ما ادى الى مقتل مدني وجرح اثنين اخرين بعد انفجار عبوة ناسفة لدى مرور دبابة اميركية. وقال الشاهد يوسف الداية ان الاميركيين "اطلقوا النار في جميع الاتجاهات وان سائق شاحنة قتل". مقتل قريب لشقيق صدام في تكريت وفي تكريت، قتل عراقيان واصيب ثالث بجروح مساء السبت في انفجار عبوة في سيارة في تكريت. وقال الكولونيل الاميركي ستيف راسل إن "احد القتلى كان قريب احد اشقاء الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين". وتحطمت سيارة المرسيدس التي كان العراقيون الثلاثة بداخلها كليا كما قال المسؤول العسكري الاميركي الذي يعتقد ان هؤلاء كانوا ينوون زرع العبوة على حافة طريق في المدينة الواقعة على بعد 180 كيلومترا شمال بغداد. وصول الجنود اليابانيين الى السماوة وصلت عربات مدرعة واسلحة الى الكويت أمس، لاستخدامها على أيدي وحدة مؤلفة من 39 رجل استطلاع ياباني وصلوا الى الكويت استعدادا للتوجه الى العراق. ووصلت الشحنة المكونة من ثماني عربات مدرعة واسلحة وذخيرة جوا الى قاعدة عبد الله المبارك الجوية المحاذية لمطار الكويت المدني. وتتمثل مهمة عناصر الاستطلاع في التحضير لنشر قوة من 600 رجل على التراب العراقي في اول مهمة عسكرية يابانية في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية اثارت الكثير من الجدل في اليابان. وفيما يستعد الجنود اليابانيون للانتشار تكثر التوقعات في بلدة السماوة العراقية حيث ستتمركز القوة اليابانية. وعلقت لافتات في الشوارع في السوق الرئيسية بالبلدة تحمل عبارات ترحيب بالجنود. وأثار الوعد بمجيء اليابانيين امالا لدى سكان السماوة في الحصول على وظائف.