من المتوقّع أن يبدأ "سوبر ستار - 2" اواخر شهر آذار مارس على فضائيّة "المستقبل"، اي بتأخير ثلاثة أشهر عن الموعد الذي كان متوقعاً مطلع هذا العام. والتأخير استلزمته ظروف البرنامج الجديد الذي يكتمل شيئاً فشيئاً، فضلاً عن الرغبة في تفادي أي تعارض أو منافسة مع "ستار اكاديمي" على فضائية LBC. والسؤال المطروح الآن هو ماذا فعل "سوبر ستار -1" بخريجيه؟ ماذا قدم لهم؟ ماذا اخذ منهم؟ وهل اوصلهم صعوداً الى نصف البئر ثم قطع الحبل بهم؟ وما دور البرنامج في احتضان الخريجين الذين قذفت بهم الشهرة الى الحياة الفنية الخطرة؟ وإذا كان "سوبر ستار -1" اطلق نجومه وتركهم فوراً لمصيرهم، فماذا سيفعل "سوبر ستار 2" غير ان يطلق نجومه ويتركهم للمصير نفسه؟ هل سيزداد عدد المغنين من دون أن يُضاف الى الأغنية العربية اي نكهة او جديد؟ هل نكتفي بجيل فني يعبر الأفق كالشهب ويختفي، كأنه لا كان ولا كانت برامج التلفزيون؟! هذا الدور ربّما غاب عن بال "تلفزيون المستقبل". والجواب نعرفه: ان برنامج "سوبر ستار" العالمي لا ينص على رعاية اعمال المواهب التي يقدمها للجمهور. دوره هو تأمين الفرص، فرص إظهار الطاقات الغنائية، وبعد ذلك فليدبّر كل هاوٍ رأسه او صوته او نفسه، ولتصبح مقولة "سلف سرفيس" هي المقياس الذي يلي. من الأسماء البارزة التي قدمها "سوبر ستار": ديانا كرزون، ملحم زين، رويدا عطية، سعود ابو سلطان... وبعض الآخرين. اين هم هؤلاء وماذا يفعلون؟ ديانا كرزون اصدرت "ألبومها" الأول. فيه اغنية او اغنيتان على الأكثر ما قد يبقى ويستمر في حياتها، والبقية "كمالة عدد". حتى الأغنية الأبرز "نساني ما بنساك" لم يُصوّر لها "فيديو كليب" مناسب، بل اختيرت لقطات متفرقة من حفلة أجريت في "المستقبل" لإطلاق "الألبوم" حيث انشدت دياناكل أغانيها، جُمعت الى لقطات اخرى من مواقع اخرى، وقيل للجمهور... هذا هو "كليب" ديانا كرزون الجديد، فلا فكرة ولا سيناريو ولا سياق غنائي مقبول، واكتفى تلفزيون "المستقبل" بما فعل معتقداً انه فعل اقصى ما يستطيع. وخلال شهرين او اكثر أو أقل كانت ديانا كرزون و"ألبومها" وراء الحدث الفني العربي لا أمامه ولا هي تصنعه. ملحم زين الذي شغل لبنان والعالم العربي على مدى ايام ثلاثة على ادنى تقدير، ومن اعلى المستويات الرسمية الى ادنى المستويات الاجتماعية، بسبب نتائج "سوبر ستار" التي استبعدته في شكل مريب، ما زال منذ تخرجه من البرنامج يبحث عن اغانٍ، وما وجده منها - كما يقول هو - من صنف "سميرة وانا الحاصودي" التي سيقابل بها الجمهور الذي ينتظر منه ربما لوناً غنائياً قريباً او على صلة فنية بما كان انشده في البرنامج من الأغاني الصعبة. وملحم نفسه، طلب في حديث صحافي، ألاّ يضع الجمهور فيه احلاماً كبيرة جداً لأنه "لن يجود إلا من الموجود". رويدا عطيّة لم تفعل شيئاً بعد. تستعد لإصدار "ألبوم" وثمة من يقول انها لم تجد لونها الغنائي او شخصيتها الغنائية الثابتة لتختار على اساسها الأغاني. اما سعود ابو سلطان الذي يعمل بصمت كما تشير شركة الإنتاج التي يتعامل معها، ففي جعبته اغانٍ انتقاها "في دقة ومهارة" بحسب وصف شركة الإنتاج، وقريباً ستصدر في "ألبوم". والباقون من هواة "سوبر ستار" يصرفون الوقت في الظهور في برنامج "الأغنية رقم واحد" ريثما يأتي وقت الإنتاج وتقديم "الخاص" من الأغاني. "سوبر ستار" مشغول حالياً في جزئه الثاني، لا في المواهب التي فجّرها في الجزء الأول. ومواهب الجزء الثاني الآتي تنظر الى مواهب الجزء الأول من البرنامج فلا ترى إلا الانتظار. اما مواهب "سوبر ستار -1" في المقابل فتتوقع لمواهب "سوبر ستار -2"... الصبر والسلوان فقط لا غير!