تقول مرجعيات في الحوزة الشيعية ان مقتدى الصدر يقيم صلات قوية مع الزعيم السني الشيخ احمد الكبيسي، وان هذا الأخير يساعده في فتح جسور مع بعض الدول العربية، فيما نفت أوساط دينية في بغداد وجود وساطة إيرانية لتقريب وجهات النظر بين مقتدى الصدر والمرجع الأعلى علي السيستاني، وإن كانت تعتقد بأن إيران لا تريد ان يتطور الخلاف بين الرجلين كي لا تضعف الجبهة السياسية للشيعة في العراق. وأكد راسم المرواني وهو من المقربين إلى المرجع الأعلى محمد صادق الصدر ان النفوذ الواسع الذي يتمتع به مقتدى الصدر في أوساط السنة العراقيين إنما ورثه عن أبيه. وقال ل"الحياة": "بلغ الصدر الأب منزلة ولي أمر المسلمين في العراق وكان هذا سبباً لقرار صدام حسين تصفيته بداية سنة 1999". وأضاف أن الخلافات بين الصدر الإبن ومرجعيات الحوزة العلمية في النجف وإيران نسخة عن العلاقات السابقة بين الصدر الأب وهذه المرجعيات. ورأى أن العنصر الرئيسي في الخلاف هو أن مقتدى الصدر ينتمي إلى "معسكر الثورية" في الحوزة، اما المرجعيات الأخرى فهي تنتمي إلى معسكر "الحجتية" الذي يؤمن اصحابه بمبدأ التقية. وزعم ان الاستخبارات الإيرانية ومرجعيات الحوزة كانت مرتاحه جداً الى اغتيال الأب. وقال إن "الزعيم مقتدى يسير على نهج أبيه في إقامة صلاة الجمعة التي تحتوي على خطبة سياسية لمناقشة الوضع العام في البلاد الأمر الذي أقلق أقطاب "الحوزة الساكتة". واتهم الدوائر الإيرانية بأنها تريد أن تكون مرجعيات النجف الاشرف من رجال دين إيرانيين لا عرب، مشيراً إلى أن "مقتدى يتبنى رأي أبيه في جعل المرجعية لزعيم ديني من أصل عربي". وقال إن "خلافات تعصف بالحوزات العلمية وتجعلها تقف على فوهة بركان"، مشيراً إلى "الخلاف بين مكتب الصدر ومكتب السيستاني، وبين مكتب الشيخ محمد اسحاق الفياض ومكتب سعيد الحكيم"، وبين مكتب محمد تقي المدرسي ومكتب الحكيم، لافتاً إلى ان طلباً من مقتدى للقاء السيستاني "رفض مجدداً". وقال إن "مقتدى الصدر يحظى بتأييد ثمانية ملايين شيعي وان الدوائر الإيرانية تعمل لتمتين العلاقة معه بسبب هذا الرصيد الجماهيري الذي يحظى به".