قال وزير التعليم العالي المغربي خالد عليوة، عضو حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية شريك حزب الاستقلال في حكومة ادريس جطو الائتلافية، امس، ان حزبه يدرس اعادة رسم خريطة التحالفات السياسية في الحكومة، مضيفاً ان الحزب "يفكر بطريقة جدية في اعادة رسم خريطة التحالفات السياسية في الحكومة". وقال عليوة عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية انه "لا خيار سوى اعادة بناء التحالف الحكومي" الذي يضم احزاب "الكتلة الاشتراكية" وهي حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال وحزب التقدم والاشتراكية واليسار الاشتراكي الموحد اضافة الى "احزاب القطب الحركي" وهي الحركة الشعبية والحركة الوطنية الشعبية والاتحاد الديموقراطي. ويأتي هذا التطور في اعقاب الخسارة التي مني بها حزب الاتحاد الاشتراكي في انتخابات منصب عمدة المدن المغربية الكبرى. وخسر مرشح الحزب الانتخابات في الرباط لمصلحة مرشح حزب الحركة الشعبية، وهو ضمن الائتلاف الحاكم، وفي الدار البيضاء التي فاز فيها مرشح حزب الاتحاد الدستوري المعارض، وكذلك في مراكش، فيما فاز مرشح مستقل في مدينة طنجة وفاز مرشح حزب الاستقلال في فاس. وحول الانتخابات قال ادريس لشكر عضو المكتب السياسي رئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان المغربي: "ن المعركة الانتخابية لم تشرف على نهايتها وافلات المدن الكبرى من قبضة الاتحاد الاشتراكي لا يعني ضياع كل الجماعات المغربية منه باعتبار ان هناك مدناً قد يخالها البعض غير ذات اهمية لكنها تشكل مشروعاً مستقبلياً". وعقب فوز مرشح الحركة الشعبية بمنصب عمدة الرباط وتضاؤل فرص فوزه مع نقص شعبيته في مدينة الدار البيضاء سحب عليوة ترشيحه وأعلن دعمه لوزير التجهيز المغربي عبدالكريم غلاب مرشح حزب الاستقلال في اطار اتفاق بين اطراف التحالف الحكومي. لكن احزاباً ضمن التحالف ضمت صوتها الى حزب العدالة والتنمية المعارض الذي يشغل 16 مقعداً في مجلس مدينة الدار البيضاء بعد الخريطة التي افرزتها انتخابات المجالس البلدية قبل اسبوعين وحزب الاتحاد الدستوري الذي يشغل 11 مقعداً. وعلى رغم تقلص حجم مشاركة حزب العدالة والتنمية في انتخابات مجلس بلدية الدار البيضاء الى اكثر من النصف، إلا أنه جاء ثالثاً في المدينة مما اعطى دعماً قوياً لحزب الاتحاد الدستوري. وقال مصدر في لجنة الانتخابات في الدار البيضاء ان هناك من صوت لمصلحة مرشح الاتحاد الدستوري من داخل حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي. وعلق لشكر على ذلك بقوله ان "نقض الحلفاء لاتفاقهم يعكس الصورة الحقيقية للمشهد السياسي".