بدأ رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف أمس زيارة رسمية الى الصين التقى خلالها نظيره الصيني وين جياباو للبحث في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. أكد رئيس الوزراء الروسي أمس تعهدات روسيا بتوفير النفط والغاز للصين وقال ان روسيا ستواصل درس خطط مشروع خط انابيب لنقل النفط بين البلدين يكلف 2.5 بليون دولار. وعبر جياباو عن رغبته في "دفع تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية قدماً وخصوصاً على المستوى الاقتصادي والتجاري". وأكد كاسيانوف ان "التجارة بين الصينوروسيا تزداد بوتيرة اسرع من التجارة بين روسيا واي من شركائها التجاريين الآخرين". وبلغ حجم التجارة بين البلدين العام الماضي 12 بليون دولار بفضل شراء الصين اسلحة روسية، لكنها لا تشكل سوى جزء صغير من حجم التجارة الخارجية للصين التي بلغ حجمها 620 بليون دولار عام 2002. وكان جياباو وكاسيانوف التقيا أول من أمس في اطار اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم ايضاً الصينوروسيا وقازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان واوزبكستان. وتناولت المحادثات الصينية - الروسية أمس انشاء خط انابيب لنقل النفط يبلغ طوله 2400 كيلومتر بين منطقتي بحيرة بايكال وداكين شمال شرقي الصين، الذي اقر مبدئياً لكنه يلقى معارضة دعاة حماية البيئة الروس ويواجه منافسة من خطة لمد خط انابيب الى اليابان، لكن كاسيانوف لم يذكر اي شيء عن تلك الخطة. وقال كاسيانوف ان العمل لمد الخط سيتأجل شهور عدة لضمان صلاحيته بيئياً وفنياً. وقال كاسيانوف للصحافيين عقب لقاء جياباو: "سنواصل الوفاء بكل تعهدات الجانب الروسي في شأن توفير حاجات الصين من النفط والغاز. ونشدد مجدداً على ان اكثر الطرق اتفاقاً مع المنطق لتزويد الصين بالنفط هي عبر خط انابيب، ولذلك سنواصل درس مد خط انابيب من روسيا الى الصين". وتسعى الصين الى الحصول على كميات أكبر من النفط لمواكبة ما يشهده اقتصادها من توسع، غير أن تنفيذ اتفاق خط الانابيب تعثر بسبب المخاوف البيئية والخطة المنافسة لمد خط انابيب الى اليابان والتي يفضلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال كاسيانوف: "انا شخصياً اعتقد انه لتحسين الخطة الفنية الاساسية وتلبية الحاجات البيئية لا يزال امامنا ثلاثة او اربعة شهور. وبعد ذلك ينبغي لنا تعديل الجوانب الفنية وعرض الخطة على السلطات البيئية". وأضاف: "بوسعكم ان تصفوا هذا بأنه تأجيل". وكانت شركة "يوكوس" الروسية للنفط وشركة "سي ان بي سي" الصينية المملوكة للدولة وقعتا اتفاقاً في أيار مايو الماضي للاعداد لمد خط الانابيب بين انجارسك وداكينغ لنقل ما يصل الى 700 مليون طن من النفط بين سنتي 2005 و2030 فيما تقدر قيمته بنحو 150 بليون دولار. ووافقت الشركة الصينية بموجب الاتفاق على شراء ما يصل الى 5.13 بليون برميل من النفط الروسي على مدى 25 سنة. لكن في حزيران يونيو الماضي قال بوتين انه يفضل أن تمد روسيا خط أنابيب لساحل المحيط الهادىء بالقرب من اليابان بدلاً من الخط المقترح الى الصين. وقررت اليابان التي تسعى لان تصبح مشترياً رئيسياً للنفط الروسي تزويد موسكو بمساعدات تصل الى 900 بليون ين 8.1 بليون دولار لتطوير حقل نفطي في سيبيريا. ومن جانبها أرسلت بكين وفدا لموسكو في وقت سابق هذا الشهر لمحاولة اقناعها بالعودة للمشروع الصيني - الروسي. وتسعى الصين الى الحصول على كميات أكبر من النفط لمواكبة ما يشهده اقتصادها من توسع.