اتهم الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الرئيس الحالي جورج بوش بأنه "استعدى العالم" في الحرب التي شنتها إدارته على الإرهاب بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر 2001. وقال كلينتون في مداخلة أول من أمس في أنديانولا ولاية آيوا: "بدلاً من توحيد العالم معنا استعديناه. وبدلاً من توحيد البلاد قام بوش باستعدائها". وأعاد كلينتون إلى الأذهان تعاطف العالم و"النيات الطيبة" التي أبداها العالم إزاء الولاياتالمتحدة بعد أحداث 11 أيلول. وجاءت مداخلة كلينتون في سياق الدعم للحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في العام 2004 وفي حضور سبعة من أصل تسعة من المرشحين الديموقراطيين. في غضون ذلك، يشعر الكثير من الجمهوريين بالقلق في شأن حال الاقتصاد الأميركي وتزايد العجز في الموازنة وعمليات الجيش الأميركي في العراق، والذي يترافق مع تراجع شعبية بوش في استطلاعات الرأي. ويعتقد البعض أن معدل الرضا الشعبي عن أداء بوش الذي تراجع إلى أدنى مستوياته منذ ما قبل هجمات 11 أيلول ببلوغه 52 في المئة في استطلاع لشبكة "سي أن أن" وصحيفة "يو أس آيه توداي" أمس يعني أن الرئيس في حاجة للتحول إلى الهجوم والرد على هجمات الديموقراطيين الذين يتنافسون على الترشيح في الانتخابات الرئاسية سنة 2004 والذين يبدو أنهم وجدوا ضالتهم المنشودة في محاربتهم لسياسة بوش في العراق، واعتماده إلى حد كبير على خفض الضرائب لإنعاش الاقتصاد. وقال خبير استراتيجي جمهوري بارز في واشنطن طالباً عدم ذكر اسمه: "يحتاج البيت الأبيض للعودة إلى الهجوم والحديث عن بعض الأفكار والسياسات". وغذى عجز الاقتصاد المستمر عن إضافة وظائف جديدة الكثير من مشاعر القلق بين الجمهوريين وخصوصاً أعضاء الكونغرس الذين يسمعون كلاماً كثيراً في شأنه في مناطقهم. إذ فقد الاقتصاد الأميركي نحو ثلاثة ملايين وظيفة منذ وصول بوش إلى سدة الحكم في كانون الثاني يناير 2001 وهو موقف يلقي الرئيس باللوم فيه على حال ركود كانت موجودة عندما بدأ فترته الرئاسية وهجمات 11 أيلول وفضائح الشركات والقلق بشأن حرب العراق. ومما يزيد من شكوك الجمهوريين وجود إحساس بأن الولاياتالمتحدة لا تسيطر على الموقف في العراق بعد الحرب مع وقوع هجمات يومية على الجنود الأميركيين وفشل بوش في الحصول على مزيد من المساعدة الدولية للعراق بعدما دفعت واشنطن بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي للابتعاد عنها خلال الجدل المرير قبل الحرب. كما يشعر بعض الجمهوريين بالقلق لأن بوش على ما يبدو يقضي وقتاً طويلاً للغاية في جمع الأموال لسباق حملة إعادة انتخابه مما يقلل من شأنه من قائد عام إلى جامع تبرعات عام ويجعله أكثر عرضة لهجوم الديموقراطيين.