تجاهل الاتحاد الاوروبي الضغوط الاميركية والاسرائيلية الهادفة الى انقاذ حكومة محمود عباس ابو مازن وعزل الرئيس ياسر عرفات، اذ رفض مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد خافيير سولانا طلب اسرائيل وقف الاتصالات بعرفات، وفي الوقت نفسه، انتقد بناء "الجدار الفاصل" في الضفة الغربية ومواصلة سياسة الاغتيالات. راجع ص 4 و5 وعلى خط مواز، تواصلت فلسطينيا المساعي من اجل اسقاط حكومة ابو مازن، اذ كشفت مصادر برلمانية واسعة الاطلاع ل"الحياة" ان لدى اكثر من نصف نواب المجلس التشريعي البالغ عددهم حاليا 83 نائبا توجهاً بحجب الثقة عن الحكومة نظرا الى النتائج المخيبة لادائها. وتوقعت المصادر ان يتقدم عدد من النواب لرئاسة المجلس بطلب عقد جلسة طارئة للتصويت على الثقة بالحكومة، ولم تستبعد ان يتجاوب المجلس مع هذا الطلب، علما ان المجلس التشريعي سيجتمع الخميس في جلسة عادية للاستماع الى تقرير ابو مازن عن انجازات حكومته لمناسبة مرور مئة يوم على تسلمها مهماتها. وكان نواب قطاع غزة 33 نائبا عقدوا في مقر المجلس امس لقاء تشاوريا للبحث في الوضع العام وما آلت اليه العلاقة بين مؤسستي رئاسة السلطة ورئاسة الوزراء. وطالب هؤلاء في ختام الاجتماع رئيس المجلس التشريعي احمد قريع ابو علاء بعقد جلسة طارئة وعاجلة للمجلس للبحث في هذه الاوضاع. ويستشف من هذا الطلب ومن احاديث النواب انه ليس لدى رئيس المجلس التشريعي رغبة في عقد مثل هذه الجلسة حتى لا يتم طرح التصويت على الثقة بالحكومة. من جانبه، تمسك الاتحاد الاوروبي بموقفه من عرفات، واعلن سولانا خلال مؤتمر صحافي مشترك في تل ابيب مع وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم: "سنواصل اتصالاتنا مع الفلسطينيين ومع الرئيس الفلسطيني"، مضيفا: "ينبغي احترام موقفنا الذي لم يتغير". وانتقد "الجدار الفاصل" الذي تبنيه اسرائيل في الضفة، مشيرا الى ان الاتحاد الاوروبي "يعارض مبدئيا اقامة الجدران، لكنه مستعد ليتفهم احيانا الحاجة الى جدار لصد عمليات ارهابية، لكننا لسنا قادرين على قبول جدار سياسي يرسم حدودا". وتطرق الى سياسة اغتيال الكوادر الفلسطينية التي تصر اسرائيل على مواصلتها بالقول ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، "لكن ينبغي الا تثقل اجراءات الطرفين على الهدف المشترك لخلق اجواء سلام وتعاون". وشدد على ان "خريطة الطريق" هي الخطة الوحيدة المطروحة على جدول الاعمال وانه يتحتم على الاطراف بذل كل جهد للتمسك بها. وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان شالوم حمل سولانا طلبين لطرحهما على اجتماع مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الذي سيعقد في روما اواخر الاسبوع الجاري، وهما قطع العلاقات مع عرفات، وادراج "الذراع المدنية" ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس على لائحة "التنظيمات الارهابية" والسير في خطى الرئيس جورج بوش والعمل على تجميد ارصدة "حماس" في مصارفها "لتجفيف المصادر التي تغذي العمليات الارهابية". وقال في ختام اللقاء انه تلقى تأكيدا من سولانا ان الاتحاد الاوروبي سيبحث الطلب الاسرائيلي. في غضون ذلك، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس ان اسرائيل لن تسمح بأن تتحول مدينة عسقلان المحاذية لشمال قطاع غزة او غيرها من المدن الاسرائيلية "الى بلدات خط المواجهة" بعدما استهدفها صاروخ اطلقته "حماس" اخيرا، متوعداً بمزيد من العمليات العسكرية في عمق الاراضي الفلسطينية "حتى استئصال الارهاب". وفي الوقت الذي تزايدت فيه الانذارات باحتمالات تنفيذ هجمات ضد اسرائيل، صرح وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز بان العمليات العسكرية ستتواصل في الضفة وان الجيش يفكر في التوغل داخل غزة ما لم تتم السيطرة على "حماس".