منحت الطبيعة عمان ثلاثة عمالقة لا يمكن تحديها: الجبال والصحراء والبحر، وفي المقابل، يمكن الافادة منها بالنظر الى الثروة التي تضمها. وحفزت هذه الجبال العلماء والدارسين والباحثين في قطاع التعدين على البحث عما تضمه من ثروات جمة. صخور العطر والكوارتز ترى الدكتورة آنجبورغ جويا، من قسم هندسة البترول ومصادر المعادن في جامعة السلطان قابوس، ان تَكوُّن الحجارة الكريمة وصخور الزينة في عمان بدأ منذ ملايين السنين حينما كانت عمان مغطاة بمياه المحيط أو ربما بطبقة كبيرة من الجليد. وبفعل عوامل جيولوجية عدة، تكونت في الصخر حجارة مثل العقيق والبلور والعقيق الابيض والاوبال واليشب والصوان والترافاتين وغيرها. وأشارت الى ان جبال الافيوليت الداكن التي تغطي مساحات شاسعة من شمال عمان تحتوي على مجموعة هائلة من المعادن والبلور المُلوَّن. وفي مناطق اخرى، اثر الضغط والحرارة في الصفائح التكتونية الضخمة، فتكونت صخور عمان النادرة مثل الرخام والكوارتز. ويُعتَقد ان معظم الحجارة الكريمة الموجودة في السلطنة مشتقة من تلك الصخور النادرة. وتشمل قائمة الحجارة الكريمة العقيق والعقيق الأبيض واليُشب والاوبال والكاشولونج والمرو الوردي والعقيق الأحمر وغيرها. وتشير جويا الى نوعين نادرين تماماً على رغم توافرهما عمانياً بكميات اقتصادية ذات جودة عالية هما الصخور العطرية والكوارتز. وتعتبر صخور العطر نوعاً غير مألوف، ويتوافر في عروق جبال الافيوليت وتصدعاتها في شمال عمان ويتميز بقدرته على امتصاص كميات كبيرة من العطر إذا غمر فيه. وبعد ان يتشبع بالعطر، يتلون بلونه ويحتفظ برائحته. اما النوع النادر الثاني فهو الكوارتز المتطابق المتعدد الالوان. مركز لتكنولوجيا الصخور اهتمت جامعة السلطان قابوس بهذا الجانب الجيولوجي وأنشأت مركز تكنولوجيا الصخور وجهزته بمعدات ذات كفاية عالية لاختبار الصخور وصقلها وتلميعها. ويهدف المركز الى تشجيع استغلال هذه الثروات الصخرية، وكذلك الى تعليم الطلاب وتدريبهم على الاستغلال الأمثل لهذه الموارد. وثمة قاعة عرض في المركز تحتضن تشكيلة واسعة من الحجارة الكريمة وحجارة الديكور والمواد الخام المصقولة وغيرها. ويوجد عشرون نوعاً من الموارد المعدنية التي يمكن استغلالها لانتاج الحجارة الكريمة بكميات اقتصادية، لانتاج فصوص الخواتم والفسيفساء والمنحوتات والتماثيل والأوعية المنحنية والعقود وغيرها.