طرح اغتيال الكادر في "حزب الله" علي حسين صالح صباح السبت الماضي في الضاحية الجنوبية تحدياً جديداً على الاجهزة الامنية اللبنانية و"حزب الله"، خصوصاً انه طاول عنصراً فاعلاً في الحزب لعب ويلعب دوراً مهماً في المقاومة الاسلامية، بحسب المعلومات. واعتبرت المصادر الامنية اللبنانية ان عملية الاغتيال اختراق أمني اسرائىلي للساحة اللبنانية، يدل الى ان الاستخبارات الاسرائىلية عادت لتنشط فيها على رغم نجاح الأمن اللبناني في المرحلة الماضية في تفكيك عدد من الشبكات المتصلة باسرائىل، حيث ضعفت قدرتها التقليدية على التحرك في الداخل اللبناني، وتحديداً منذ الانسحاب الاسرائىلي من جنوبلبنان في 24 ايار مايو عام 2000. وتبدي المصادر الامنية اللبنانية المزيد من القلق ازاء تكرار عمليات الاختراق الاسرائىلي. في الوقت نفسه الذي لا تستبعد ان تتمكن من كشف خيوط الجريمة الاخيرة. عمليات الاختراق وتشترك مصادر امنية رفيعة المستوى مع مصادر قيادية في "حزب الله" في تعداد العمليات النوعية التي نفذتها اسرائىل خلال سنة ونيف الماضية، وهي: - اغتيال رمزي نهرا، الذي كان ابان الاحتلال يتعاون مع المقاومة، وذلك بعد اكتشاف اسرائىل، على رغم انسحابها، انه تعاون مع الاجهزة الامنية اللبنانية من اجل تسليمها عميلاً اسرائىلياً هو أحمد الحلاق ابان الاحتلال الذي لعب دوراً في اغتيال الكادر في "حزب الله" فؤاد مغنية. وكان نهرا قد نقل بمساعدة أشخاص آخرين الحلاق مخدراً الى المناطق المحررة حيث سلمه للسلطات اللبنانية. وقد اغتيل نهرا لاحقاً بتفجير سيارته، انتقاماً. - اغتيال جهاد احمد جبريل، العضو القيادي في الجبهة الشعبية - القيادة العامة والذي كان مسؤولاً عن العمليات داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. وتمت العملية في بيروت وفي وضح النهار، وبالأسلوب نفسه الذي اغتيل فيه صالح السبت الماضي، اي بوضع العبوة المتفجرة تحت هيكل السيارة وتحديداً تحت مقعد السائق. - اغتيال الوزير السابق ايلي حبيقة. هذا فضلاً عن استمرار الخرق الاسرائىلي للخط الأزرق. وتضيف مصادر في "حزب الله" الى ذلك قولها ان بعض عمليات التفجير التي حصلت اخيراً في مخيم عين الحلوة نفذت بأيد اسرائىلية وليست كل التفجيرات ناجمة من الخلافات الفلسطينية الداخلية. الرسالة للحزب وتعتبر مصادر الحزب ان اغتيال صالح السبت الفائت رسالة "نفهمها نحن على اننا في صراع مفتوح مع العدو الاسرائىلي. وهي رسالة تطاول العمق اللبناني وتهدف الى القول ان اسرائىل تستطيع زعزعة الاستقرار في البلاد، عبر اختراقات أمنية من هذا النوع". وتضيف: "كما تهدف الرسالة الى الايحاء بأن على رغم ان اسرائىل انسحبت من الجنوب وانهزمت فإنها لم تغادر علاقاتها وشبكاتها. وهذا يستدعي الحذر من الجميع في هذه الظروف الدقيقة في المنطقة ما يطرح على الجميع من "حزب الله" وأجهزة أمنية وأحزاب وتنظيمات، وجوب الاحتياط واتخاذ التدابير اللازمة". ورجحت مصادر أمنية ان تكون اسرائىل رصدت تحرك صالح منذ فترة طويلة بعد معرفتها بالدور الفاعل الذي لعبه ويلعبه في مواجهتها. وأوضحت المصادر الأمنية ل"الحياة" ان المرحلة المقبلة توجب الحذر على كل المستويات، خصوصاً ان اسرائىل ستسعى الى الافادة من الالتهاء الاميركي في العراق وبصعوبات تطبيق "خريطة الطريق"، إضافة الى انشغال الرئىس جورج بوش بهموم التحضير للانتخابات الرئاسية لتأخذ حريتها في التحرك ضد لبنان. من جهة أخرى، حذر ضابط كبير في شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائىلي من "ان "حزب الله" يخطط لتنفيذ عملية في اسرائىل رداً على مقتل احد نشطائه في انفجار سيارة ملغومة في بيروت". ونقلت وكالة "د ب أ" الالمانية عن موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" على الانترنت ان ضابط الاستخبارات اشار الى ان الجيش الاسرائىلي ينظر بجدية الى تهديدات الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بخطف جنود اسرائىليين والتي وصفها بأنها "تحذير استراتيجي". وقال الضابط ان الأمن الاسرائىلي اخذ اجراءات في شأنها.