دفن امس "سراً" عدي وقصي نجلا الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وحفيده مصطفى الذين قتلوا قبل اثني عشر يوماً في هجوم اميركي. وجرت مراسم الدفن وفق الشعائر الاسلامية في مقبرة العائلة في قرية العوجة مسقط رأس صدام في منطقة تكريت، فيما انفجرت قنبلة على جانب طريق سلكته قافلة اميركية خلال عودتها من العوجة الى مقرها في تكريت، ما أدى الى جرح جنديين على الاقل. كما تعرضت قافلتان أخريان الى انفجارين مماثلين اثناء تنقلهما في المنطقة، بعد اقل من ساعة على الانفجار الاول. وأكد مجلس الحكم الانتقالي انه سيطلب تولي مسؤولية شؤون الأمن راجع ص 2 و3. في غضون ذلك، سعى بول بريمر الحاكم المدني الاميركي للعراق الى تشجيع العراقيين على تقديم معلومات عن مكان اختباء صدام، مشيراً الى ان المخبر سيحصل على 25 مليون دولار "اكبر مكافأة عرضتها الولاياتالمتحدة"، سواءً قرر ان يعيش في العراق او في بلد غربي. وقال في مؤتمر صحافي في بغداد امس صدام انتهى، مرجحاً ان تخمد العمليات المسلحة ضد القوات الاميركية فور قتل الرئيس السابق أو أسره. وحذر بريمر من التهديد الذي تشكله جماعة "أنصار الاسلام" مشيراً الى "ارتباطها" بتنظيم "القاعدة"، وقال: "نحن قلقون من الاتصالات الأكيدة التي كانت قائمة بين النظام العراقي السابق وتنظيم القاعدة، والتي تعود الى نحو عشر سنين. وهناك دليل أكيد على أن المجموعة الارهابية، انصار الاسلام تعيد تنظيم صفوفها في العراق منذ بدء الحرب". وأضاف: "هناك قتلة محترفون منتمون الى أنصار الاسلام وهم يتحركون في العراق، ونعمل جاهدين لكشفهم والقضاء عليهم". واعلن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى انه مستعد للقاء ممثلي مجلس الحكم الانتقالي في العراق، اذا طلبوا منه ذلك. وقال الناطق باسمه هشام يوسف ان "الأمين العام اكد لهم اكثر من مرة ان باب الجامعة مفتوح لأي عراقي مهتم بمستقبل بلاده". في الوقت ذاته، اعلن احد اعضاء مجلس الحكم في بغداد ان المجلس سيلتقي في اليومين المقبلين رئيس القيادة الاميركية الوسطى الجنرال جون ابي زيد، ليطلب تولي مسؤولية الشؤون الامنية. وقال موفق الربيعي بعد اجتماع للمجلس انه درس مطولاً تشكيل لجنة تضم 15 عضواً تنكب على صوغ الدستور الجديد، واوضح انه تقرر الاّ يكون اي عضو في مجلس الحكم عضوا في هذه اللجنة. ميدانياً، اعلنت القوات الاميركية امس انها أسرت احد قادة قوات "فدائيي صدام" في تكريت، واعتقلت اثنين من "اقرب معاوني" الرئيس العراقي المخلوع، خلال دهم منزلين في المدينة. كما اعلن ناطق باسم الجيش الاميركي ان جنديا اميركياً وسيدة عراقية قتلا اول من امس في هجومين منفصلين في بغداد وشمالها. يذكر أن الجيش وزع اول من امس خمس صور معدلة لصدام تظهر وجهه في كل مرة بلقطة مختلفة مع لحية او من دونها، ومع شعر ابيض وشاربين رماديين. وتظهره احدى الصور ضاحكاً وله لحية وشعره بني، فيما تظهره صورة أخرى بشعر ابيض ومن دون لحية أو شاربين. على صعيد آخر، تجري قيادات بعثية سابقة كانت مناوئة لحكم صدام مشاورات مكثفة لإنضاج فكرة تشكيل حزب جديد، يضم بين صفوفه البعثيين الذين لم يرتكبوا جرائم بحق الشعب العراقي، إلى جانب مساندين للخط القومي التقدمي الديموقراطي. وقد يحمل الحزب اسماً جديداً او يحافظ على اسمه السابق. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" إن المشاورات تتزامن مع احتمال عودة قيادات بعثية معروفة، كانت تعمل ضمن خط حزب "البعث" - جناح سورية من المنفى. وفي تطور متصل، دعت صحيفة عراقية إلى إعطاء الحق لحزب "البعث" جناح سورية بتنظيم نفسه، و"ممارسة العمل العلني ضمن الخط القومي الديموقراطي العربي في العراق". وكتبت صحيفة "الاتحاد" الناطقة باسم الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال طالباني، ان "هذا الجناح المقاد من القيادة القومية الموجودة في سورية جناح تقدمي ووطني ومعاد للديكتاتورية، ويؤمن بالتحالف الوطني الديموقراطي في العراق وقد شارك الأحزاب العراقية التقدمية في النضال ضد الديكتاتورية".