قالت غيلدا دوس سانتوس ميللو، والدة سيرجيو فييرا دي ميللو ان ابنها، الذي قتل في 19 آب اغسطس في اعتداء على مقر الأممالمتحدة في بغداد وووري الثرى امس في جنيف، لم يكن يرغب في تولي ادارة بعثة الأممالمتحدة في العراق. وأضافت دونا غيلدا في شقتها في كوباكابانا "ان سيرجيو لم يكن يريد الذهاب الى العراق. كان عين قبل ذلك بثمانية اشهر في المفوضية العليا لحقوق الانسان وكان يرغب في البقاء فيها". وأضافت: "كانت آخر مرة قرأت الصحف عندما اعطى مقابلة لصحيفة جورنال دو برازيل قبل يومين من الاعتداء على مقر الأممالمتحدة في بغداد وقال خلال المقابلة انه سيتوجه الى الموصل وقد زود بصدرية واقية من الرصاص فأدركت انه كان يودعنا". وكانت غيلدا لا تزال تتناول أدوية وطلبت ان نذهب لنرى صورة ابنها عندما كان في الحادية عشرة في زي الكشاف. والصورة معلقة في غرفة الطعام، ولكنها رفضت ان تتصور قربها. وا ضافت وهي تشهق بالبكاء "الجميع شاهد وجهه عندما كان في ال55 ولكن يجب ان تشاهدوه عندما كان صغيراً. كان أروع الأبناء. وكان يكره العنف، وها هو يموت سحقاً تحت الانقاض". واكدت غيلدا التي تقول ان عمرها 83 أو 85 سنة ان ليس لديها القدرة الكافية بعد لقراءة مئات رسائل التعزية التي تلقتها منذ الاعتداء. واضافت: "وضعت قائمة بجميع الأسماء لأشكر أصحابها". وقالت ان ابنها كان ينشط لإقامة "حكومة عراقية" لتخفيف حدة التوتر في البلاد. وتابعت: "أريد ان أشكر الجميع عبر العالم لإعرابهم عن مودتهم لي وعن مشاعر الصداقة نحوي، والرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا كان لطيفاً جداً معي". ثم اختتمت "ان كنتم مؤمنين، صلوا لسيرجيو وان لم تكونو مؤمنين، احتفظوا بفكرة ايجابية عنه". وأقيم الثلثاء قداساً لمناسبة اليوم السابع لمقتل سيرجيو دي ميللو في كنيسة القيامة في كوكابانا، وللمرة الأولى خرجت دونا غيلدا عن صمتها وطلبت "ان لا يقع سيرجيو" في النسيان ليصبح قدوة للأجيال المقبلة. وتمت امس مراسم دفن دي ميللو في جنيف بعد قداس في كنيسة سان بول الكاثوليكية. وأعلنت الأممالمتحدة في بيان ان "عائلة دي ميللو وعدداً قليلاً من اصدقائه وممثلين عن مدينة جنيف وشخصيات رسمية اخرى" حضروا القداس. ولم يكن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، الذي حضر مراسم أقيمت احياء لذكرى دي ميللو في ريو الاسبوع الماضي، في جنيف. ودفن دي ميللو في مقبرة بلانباليه التي يطلق عليها اسم "مقبرة الملوك" في مراسم عائلية. وأقام رئيس مفوضية حقوق الانسان الذي كان دي ميللو رئيسه، أمسية يشارك فيها أصدقاء دي ميللو وزملاؤه. وسيتواصل تكريم الأممالمتحدة للديبلوماسي الراحل اليوم في احتفال رسمي في ذكرى ضحايا الاعتداء الذي قتل فيه 23 شخصاً.