عززت معلومات جديدة كشفتها صحيفة "هآرتس" العبرية في قضية الأموال التي تلقاها نجل رئيس الحكومة الإسرائيلية غلعاد شارون من رجل أعمال يهودي يقيم في جنوب افريقيا سيريل كيرن، لتمويل المعركة الانتخابية لوالده، الشبهات بتورط شارون الأب في قضايا فساد ورشوة. واحتلت تفاعلات هذه القضية صدارة اهتمامات وسائل الإعلام العبرية أمس بعدما تبيّن أن رجلي أعمال إسرائيليين تربطهما صداقة حميمة برئيس الحكومة حوّلا إلى نجله غلعاد، عبر مصرف نمسوي، وهو المصرف ذاته الذي حوّل منه كيرن الأموال لشارون، مئات آلاف الدولارات لتمكينه من إعادة المبلغ لرجل الأعمال الافريقي بعدما تبين أن الشرطة باشرت التحقيق في القضية. وكان كيرن حوّل عبر المصرف النمسوي مبلغاً يقدر ب5.1 مليون دولار لحساب شارون الابن لتمكينه من تسديد قرض من بنك إسرائيلي لتمويل معركة شارون الأب إلى زعامة ليكود. وإذ شعر الابن أن الشرطة شرعت في التحقيق، سارع إلى إعادة الأموال إلى كيرن وإلى المصرف الإسرائيلي، ما أثار شبهات واستغراباً حول كيفية الحصول على مبالغ كبيرة خلال فترة قصيرة. وأفادت "هآرتس" ان لرجلي الأعمال الإسرائيليين صديقيّ شارون الأب مصالح تجارية في الدولة العبرية، ما يثير شبهات لاحتمال صفقة رشاوى بينهما وبين رئيس الحكومة الذي يفرض عليه القانون الكشف عن سبل وصول أموال لحساباته البنكية. لكن اللافت أن مسؤولي البنك النمسوي رفضوا تسليم الشرطة الإسرائيلية مستندات طلبتها لتؤكد شبهاتها. وأشار بعض المعلقين إلى احتمال تدخل رجال دولة في النمسا في القضية للحيلولة دون احراج شارون، لافتين إلى التحسن الكبير في العلاقات بين النمسا وإسرائيل في الأشهر الأخيرة بعد فترة توتر طويلة.