اطلقت وكالة الطيران والفضاء الامريكية ناسا امس من قاعدتها في كيب كانافيرال تلسكوباً منظاراً جديداً يعمل بالاشعة تحت الحمراء صمم لرصد أجسام الفضاء التي يصعب رصدها إما لأنها شديدة البرودة فلا تعكس الضوء أو يحجبها الغبار الكوني. وسيتتبع التلسكوب الجديد بواسطة الاشعة دون الحمراء الاجرام السماوية التي يصعب رصدها بواسطة التلسكوبات الحالية. وانطلق صاروخ من طراز "دلتا 2" بنته شركة "بوينغ" حاملاً التلسكوب الجديد بكلفة 700 مليون دولار. وقال ديف غالاغر مدير المهمة في "ناسا": "نتوقع ثورة حقيقية في فهمنا للكون". وبلغت تكاليف التلسكوب بليون و200 مليون دولار وهو سيكمل سلسلة تلسكوبات اميركية عاملة ومنها "هابل" و"كومبتون" الذي يعمل باشعة غاما و"تشاندرا" الذي يعمل بالاشعة السينية. وبدءاً من النجوم التي لم يصل ضوءها قط الى كوكب الارض مروراً بالمجرات التي يحجبها الغبار الكوني سيفتش التلسكوب الجديد الذي يعمل بالاشعة تحت الحمراء في ظلمة الكون واطرافه شديدة البرودة بحساسية فائقة تجعله يرصد أي انبعاث حراري من خلال تبريد معداته الى درجة او درجتين فقط فوق الصفر. والتلسكوب الجديد اس اي ار تي اف هو احدث ما تطلق عليه "ناسا" اسم "مراصدها العظيمة". وسيتمكن علماء الفلك، بالتعاون مع تلسكوب "هابل" الفضائي ومع تلسكوب "تشاندرا اكس راي"، من الحصول على أكمل صورة حتى الان عن المادة والطاقة في الاطراف المجهولة للكون. وتشرح آن كيني، العالمة في "ناسا" انه حين تكمل التلسكوبات الثلاثة بعضها بعضاً وتنظر بتعمق في الفضاء سيتمكن التلسكوب "تشاندرا" من رصد الاجسام التي تبلغ حرارتها ملايين الدرجات، وسيتمكن "هابل" من رصد الاجسام التي تقدر حرارتها بآلاف الدرجات، اما التلسكوب الجديد فسيتمكن من رصد الاجسام التي تقدر حرارتها بمئات الدرجات فقط. واضافت كيني: "بهذه الطريقة سيتوفر نطاق واسع من المعلومات عما يوجد هناك في الفضاء". وكلّف تلسكوب "ناسا" الجديد مهمة اخرى تخص كوكب الارض. فالعلماء لا يعرفون الكثير عن حزام من الاجسام المجمدة التي تدور حول الشمس في ما وراء مدار الكوكب السيار الاكثر بعداً عن الشمس بلوتو. وتعرف هذه المنطقة باسم "حزام كويبر" وهي ترسل في احيان كرات ثلجية الى داخل النظام الشمسي تتحول الى نجم مذنب بعد تعرضها لحرارة الشمس. ويكشف العلماء ان أقل من 2 في المئة من المادة الموجودة في الكون ساخنة بالدرجة التي تكفي لتوليد الضوء، وان حتى هذا النذر القليل يمكن ان يحجب منه اجزاء الغبار الكوني. وتقول "ناسا" ان تلسكوبها الجديد مزود مرآة عملاقة ومعدات تحافظ على برودتها بفضل غاز الهيليوم المسال وهو يكفي لتشغيل التلسكوب نحو خمس سنوات. وقالت "ناسا" ان التلسكوب الجديد اس اي ار تي اف سيحمل اسماً مثل "هابل" و"تشاندرا" بعد 60 يوماً من اطلاقه حين تعمل كل انظمته.