استنكرت ايران امس، اعتقال سفيرها السابق في الارجنتين هادي سليمان بور في لندن بناء على اتهامه من جانب بوينس ايرس بالتورط في تفجير مركز يهودي هناك عام 1994. واعتبرت طهران ان تلك التهمة ذات دوافع سياسية ولا تستند الى اي اسس قانونية. وكانت الشرطة البريطانية اعلنت مساء اول من امس، اعتقال بور 47 عاماً الذي يتابع دراسات عليا في جامعة درهام، واحالته على محكمة في لندن لاتخاذ قرار في شأن تسليمه الى السلطات الارجنتينية. وصرح الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي ان طلب القضاء الارجنتيني "يفتقر الى الاسس القانونية ولا مبرر له سوى دوافع سياسية بتأثير من النظام الصهيوني". وكرر آصفي نفي اي علاقة لطهران بالهجوم بسيارة مفخخة على مقر جمعية يهودية في بوينس ايرس، اسفر عن سقوط 85 قتيلاً عام 1994. وكانت الحكومة الايرانية اصرت على ان الاتهامات الموجهة الى ديبلوماسييها في هذا الشأن هي من تلفيق الولاياتالمتحدة واسرائيل عدويها اللدودين. ورأى آصفي ان على الارجنتين ان "تتحمل العواقب القانونية والسياسية لمثل هذا الاجراء الذي يتعارض مع القواعد الدولية". واشار الى ان ايران ستتخذ كل الخطوات الضرورية لضمان الافراج عن سليمان بور، بما في ذلك اجراء محادثات مع مسؤولين بريطانيين. ونشرت الصحف الايرانية افتتاحيات تشن حملة على مطالبة الارجنتين بالقبض على بور وسبعة آخرين. كما ندد برلمانيون بأمر اعتقال بور. وكانت ايران سحبت سفيرها من الارجنتين احتجاجاً على اتهامها بالتورط في التفجير، لكنها احتفظت ببعثة ديبلوماسية في بوينس ايرس. وألقي القبض على بور في منزله في دورهام شمال شرقي انكلترا. وكان سفير ايران في الارجنتين حين وقع الهجوم على مقر الجمعية اليهودية، وهو يحظى بوضعية طالب في بريطانيا منذ شباط فبراير 2002. وفور اعتقاله، اقتيد بور الى مركز للشرطة ومثل امام ممثلي الاجهزة البريطانية لشؤون التسليم. ونقل الى لندن امس، ليمثل امام قاض لدرس طلب تسليمه. وقالت محامية الجمعية اليهودية الارجنتينية مرتا نيرسيلاس في مؤتمر صحافي في بوينس ايرس امس، ان هذا الاعتقال يكتسي "اهمية كبيرة لانه اول معتقل على المستوى الدولي ومن خلاله يمكننا احراز تقدم" في التحقيق بالهجوم. واكدت: "كنا نعلم انه طالب في انكلترا ولذلك اعتقدنا انه يمكن ان يكون الشخص الاول الواجب اعتقاله. وشاءت الصدفة ان يتعرف الانتربول على مكان وجوده". واضافت ان بور يتحمل مسؤولية واضحة تماماً في تنظيم الهجوم، باعتبار ان دوره "كان فاعلاً، اذ استخدمت السفارة الايرانية في تلك الحقبة لجمع المعلومات من اجل التنفيذ الهجوم. ودخل اليها اشخاص مرتبطون بلوجستية الاعتداء". وكان القاضي الفيديرالي الارجنتيني خوان خوسيه غاليانو طلب قبل ثلاثة اسابيع اعتقال بور وسبعة ايرانيين آخرين. وصدرت مذكرات اعتقال بحق 12 مواطناً ايرانياً في اطار هذه القضية.