رفضت لندن أمس تسليم بوينس آيرس ديبلوماسياً ايرانياً يطالب به القضاء الأرجنتيني. كما رفضت تسليم موسكو مسؤولاً شيشانياً يتهمه الروس بالارهاب. وتذرع القضاء البريطاني في الحالتين بعدم كفاية الأدلة. وقالت ناطقة باسم وزارة الداخلية البريطانية أمس، إن لندن رفضت طلب بوينس أيرس تسليمها السفير الإيراني السابق لدى الأرجنتين هادي سليمان بور المتهم بالتورط في نسف مركز يهودي في بوينس أيرس عام 1994. وأوضحت الناطقة البريطانية أن الأرجنتين لم تقدم أدلة كافية ضد هادي بور، مشيرة إلى أن الإجراءات ضد الديبلوماسي السابق قد تستأنف إذا قدمت الأرجنتين الأدلة اللازمة. واعتقل سليمان بور بموجب مذكرة أصدرتها بوينس أيرس في أيلول سبتمبر الماضي، ثم أطلق بكفالة. ونفت طهران تورطها في تفجير المركز اليهودي. يذكر أن سليمان بور يدرس في جامعة دورهام شمال شرقي إنكلترا. إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الأرجنتيني رافائيل بيلسا عزمه على التوجه إلى طهران "في أقرب وقت"، بعدما اقترحت إيران استئناف الحوار بين البلدين. وأوضح الوزير الأرجنتيني أن الملحق التجاري الإيراني في بوينس أيرس قدم له اقتراحاً باستئناف الحوار، في إطار رغبة طهران في تطبيع علاقاتها مع المجتمع الدولي. وكان بيلسا يتحدث إلى الصحافيين أول من أمس، لمناسبة زيارة الملك الإسباني الملك خوان كارلوس وزوجته لمنطقة سانتا كروز في باتاغونيا. ... والكرملين ينتقد قرار لندن عدم تسليمه زاكايف حمل الكرملين بلهجة شديدة امس، على القضاء البريطاني، ووصفه بأنه "يحاول تبرئة الإرهاب" ويتبع سياسة انتقائية في التعامل مع الإرهابيين الدوليين. وجاء ذلك بعدما رفضت محكمة بريطانية امس، طلب روسيا استرداد احمد زاكايف احد مساعدي زعيم المقاومة الشيشانية اصلان مسخادوف. وذكر القاضي البريطاني تيموتي يوركمان انه لم ير ادلة كافية على تورط زاكايف في اعمال إرهابية. واعتبر ان تسليمه الى موسكو سيكون "اجراء غير عادل". وأثار القرار موجة استياء واسعة في موسكو ودانه الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجمبسكي في شدة. وفي لهجة غير مسبوقة، وصف الناطق العدالة البريطانية بأنها "غريبة وانتقائية". واعتبر القرار "محاولة لتبرئة الإرهاب". وقال ان لندن تواصل استخدام "سياسة معايير مزدوجة مستعارة من ايام الحرب الباردة". وشدد على رفض بلاده تقسيم الإرهابيين الى اخيار وأشرار.