واصل مهرجان جرش الثاني والعشرون فاعلياته الغنائية بأمسيات أحياها الفنانون عبدالله الرويشد ونجوى كرم ونانسي عجرم، وشهدت حضوراً جماهيرياً غطى مدرجات المسرح الجنوبي في المدينة الأثرية التي شيدها الرومان قبل زهاء الفي عام. واستقطبت أمسية نجوى كرم جمهوراً كثيفاً بدا مخلصاً لمغنيته التي غابت عن المهرجان سبع سنوات، والتي قالت في مؤتمرها الصحافي عشية حفلتها أنها "متعطشة للقاء جمهوري الجرشي". وغنت "شمس الغنية" اللقب الذي تُعرف به كرم لجرش "جايي يا جرش جايي"، كما قدمت طائفة من مواويلها وأغانيها الجديدة والقديمة. أما المطرب الكويتي عبدالله الرويشد فتمكن من حشد زهاء خمسة آلاف شخص وكان عدد الذين لم يتمكنوا من الحضور أكثر من ألفي شخص. الرويشد بدا مملوءاً بالغبطة وهو يؤدي أغانيه التي حوّلت الجمهور، وغالبيته من دول الخليج، الى كورس متمكن طالب المطرب بإعادة أكثر من أغنية راوحت بين الطربي والعاطفي. وعقب الحفلة أعرب الرويشد عن فرحته الغامرة ب"اجتهاد الجمهور" وقال في تصريح ل"الحياة" أن "مشاعر الفرح العميق تتملكني، وأنا محاط بهذه الجوقة العذبة من "الجمهور الحبيب" مضيفاً "كانت الأمسية من أجمل اللحظات التي أمضيتها في حياتي، وبقيت حماسة الجمهور عالقة في قلبي ووجداني". أما أمسية المغنية اللبنانية الصاعدة نانسي عجرم فاعتبرت من إخفاقات المهرجان، إذ عاب كثيرون على المهرجان استضافتها لأن رصيدها الفني لا يؤهلها للوقوف على مسرح سبقها في الوقوف عليه أبرز المطربين والمطربات العرب. وكانت شركة "روتانا" اعترضت قبل انطلاقة المهرجان على مشاركة عجرم، وعلمت "الحياة" أن الشركة هددت بسحب فنانيها من المهرجان وفض العقد معه بسبب مشاركة المغنية اللبنانية التي اعتبرت بلا مستوى يؤهلها لمزاحمة عمرو دياب وعبدالله الرويشد ونجوى كرم وجورج وسوف وشيرين وجدي. وثبت اخفاق عجرم، وكونها ظاهرة أنثوية أكثر من كونها مطربة في حفلتها الذي تزاحم الناس عليها لا لسماع أغنيتها الوحيدة التي كررتها أربع مرات أخاصمك آه التي بدونها، كما رأى صحافيون، لما تمكنت من مواصلة الغناء، كما بدا واضحاً ضعف أدائها، ونشاز أصوات الكورس المرافق، حتى بدت الحفلة وكأنها في نادٍ ليلي، وجرى في غضون ذلك تشويه أغان جميلة مثل يا سلام وعلى مين لمصلحة الضجيج المنبعث من الرغبة في تمضية الوقت.