تشهد واشنطن اليوم مسيرة في ذكرى مرور اربعين عاماً على القاء مارتن لوثر كينغ، الزعيم الاسود المدافع عن الحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة، خطابه الشهير "لدي حلم". وتوقع منظمو المسيرة مشاركة الآف الاشخاص من مئات المنظمات لاحياء المناسبة في وسط العاصمة الاميركية. اذ دعا تحالف من مئة مجموعة لدعاة حقوق الانسان والنشطاء المناوئين للحرب الى ان تكون ذكرى الخطاب تجديداً لتأييد الحقوق المدنية وحقوق المرأة. وفي مؤتمر صحافي اعلن فيه عن تنظيم المسيرة، قال مارتن لوثر كينغ الثالث ابن المدافع التاريخي عن الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ الذي قتل برصاص قناص في نيسان ابريل 1968 في ممفيس في تينيسي، ان حلم والده لم يتحقق. وأوضح ان "الفقر ازداد والتفرقة العنصرية لا تزال منتشرة بيننا ... والأفكار العسكرية هي النظام السائد حالياً". وتشارك كوريتا سكوت كينغ في المسيرة، بعد ان تضع عشيتها لوحة تحيي ذكرى اغتيال زوجها في 4 نيسان ابريل 1968 الذي قتل برصاص رجل ابيض يدعى جيمس ايرل راي توفي في السجن عام 1998. وشكل الخطاب، الذي القاه القس مارتن لوثر كينغ امام نحو 250 ألف شخص عند النصب التذكاري للرئيس الاميركي الاسبق ابراهام لنكولن في واشنطن في 28 آب اغسطس 1963، نقطة تحول كبيرة في نضال الاميركيين السود للحصول على قدر أكبر من الحقوق المدنية. وفي ذلك الوقت كان يحظر على العديد من السود التصويت وقتل العديد منهم لمحاولتهم الادلاء باصواتهم. ولم يكن يسمح للسود بارتياد المطاعم والفنادق واستخدام المراحيض التي كان يستخدمها البيض. وقال مارتن لوثر كينغ في خطابه "أحلم بأنه في يوم من الايام ستتحول ولاية، حتى كولاية الميسيسيبي الصحراوية التي تهيمن عليها حرارة الظلم والاضطهاد، الى واحة للحرية والعدالة". واضاف: "أحلم بأن يعيش اولادي الاربعة في يوم من الايام في بلد لا يحكم عليهم فيه بسبب لون بشرتهم ولكن لشخصياتهم". ونال في وقت لاحق جائزة نوبل للسلام. ونظمت مسيرات وفعاليات سابقة لاحياء ذكرى الخطاب من بينها مسيرة جرت عام 1983 لاحياء الذكرى العشرين للخطاب شارك فيها 250 الف شخص كما جرت مسيرة اخرى عام 1993 شارك فيها 75 ألف شخص، طبقاً لاحصاءات صحيفة "واشنطن بوست". إلا أن مسيرة اليوم ستضم العديد من الشبان الى جانب عدد من زعماء حركة الحقوق المدنية الاصليين والمنظمات الدينية والمدافعين عن مثيلي الجنس والسياسيين السود. وقال مارتن لوثر الابن ان المسيرة قد تساعد في بدء حملة لتشجيع الناس على تسجيل اسمائهم كناخبين لإحداث تغيير في الانتخابات الرئاسية والتشريعية لعام 2004. وقال القس وولتر فاونتروي 70 عاماً "ان هدفنا هو ان ندفع كل من يعتنق مبادئ مارتن لوثر كينغ كي يقدم اليه هدية في عيد ميلاده في 15 كانون الثاني يناير 2004 بأن يسجل اسمه للانتخاب"، متوقعاً "ان يسجل 15 مليون شخص جديد على الأقل اسماءهم كناخبين". وقال مارتن لوثر كينغ في خطابه عام 1963: "قبل 100 عام وقع اميركي عظيم نقف الآن في ظله اعلان التحرير. وجاء هذا الاعلان كشعاع عظيم من الامل لملايين العبيد الزنوج الذين عانوا من نيران الظلم". واضاف: "لدي حلم بأنه في يوم من الايام سيجلس ابناء العبيد السابقين مع ابناء مالكي العبيد السابقين معاً على طاولة الاخوة في تلال جورجيا الحمراء". وأصبح خطاب كينغ شعاراً للحملات المنادية بحقوق السود إلا انه جعل من لوثر شخصية مكروهة لدى اليمينيين المتطرفين والجماعات المنادية بتفوق البيض. وبعد وقت قصير من القاء الخطاب اصدر الكونغرس الاميركي قانوناً يحظر فيه التدخل في حق السود في التصويت. إلا أن كثيرين لا يمارسون حقهم في التصويت حالياً. ويوجد حوالي 30 مليون أسود اميركي أي ما يساوي 12 في المئة من عدد السكان. وقال فاونتروي عن المرشحين المحتملين للرئاسة الاميركية قبيل الحملة الانتخابية والانتخابات التي ستجري السنة المقبلة، ان اسمي المرشحين "يجب ان لا يكونا على البطاقات الانتخابية في 2 تشرين الثاني نوفمبر 2004 اذا لم يتعهدا بإنهاء هيمنة اليمين الابيض المتشدد". وقال انه يرغب كذلك في انتهاء الفقر وعدم المساواة والغاء عقوبة الاعدام في الولاياتالمتحدة مضيفاً ان الاوان قد آن "لتغيير السياسة العامة". وقال: "لقد نجحنا قبل 40 عاماً عندما احتشد 250 الف شخص عند نصب لنكولن التذكاري للمطالبة بتغيير السياسة العامة ازاء ذوي الاصول الافريقية الذين كان يطلب منهم عدم الشرب من الاماكن التي يشرب منها البيض"، مضيفاً "سننجح مرة اخرى".