تجتاح الوسط الرياضي العالمي ظاهرة خاصة جداً هي "عالم" نجم كرة القدم الإنكليزي لاعب ريال مدريد الإسباني ديفيد بيكهام، نظراً إلى موجة تسويقه الكبيرة ومردودها السريع والثروات التي تتكدس من خلالها. لقد بات اللاعب الأشقر جاذب الملايين ومتعدد المواهب في نظر معجبيه والمسوّقين لموضته، كونه اللاعب المميز، وصاحب الطلة البهية والابتسامة الساحرة والغمزة الغامضة وتسريحات الشعر الغريبة و"تقليعة"الملابس اللافتة، ما وضعه في خانة نجوم "البوب ستار"، وتعدت صوره أغلفة المجلات الرياضية إلى مجلات الأزياء والمجتمع والاقتصاد... وحتى النسائية منها. عام 2002، قدّرت مداخيل بيكهام "الخالصة" أي بعد حسم الضرائب المجزية بنحو 18 مليون دولار. وبعد انتقاله من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد لن يختلف راتبه السنوي كثيراً، سيظل قريباً من 7 ملايين دولار ويعادل ما يتقاضاه النجوم الآخرون في الفريق الإسباني، الفرنسي زين الدين زيدان والبرتغالي لويس فيغو والبرازيلي رونالدو والإسباني راول غوانزليز. لكن حسابه المصرفي يتضخم يومياً من موارد أخرى، باعتبار أن شعبيته لا تقتصر فقط على فريقه الحالي أو السابق وبروزه في صفوف المنتخب الإنكليزي، بل بفضل العقود الإعلانية التي "تروّض" كرمى لعينيه وليقبل تمثيل المنتجات لأن الفائدة مشتركة. وبناء عليه يكشف مدير التسويق في شركة أديداس للألبسة الرياضية إريك ستامينغر أنه سيكون صورة إطلاق أزياء الموسم الجديد، وقد خصصت له أكثر من 5،3 ملايين دولار، ومثلها فعلت بيبسي كولا، في حين رصدت شركة فودافون مليوني دولار، ووقعت "مارك أند سبنسر" عقداً معه ومع زوجته المغنية فيكتوريا قيمته 5 ملايين دولار. هذا في أوروبا، أما في آسيا حيث شعبيته الجارفة وقد انعكس ذلك ميدانياً خلال مونديال 2002، وجولة ريال مدريد الحالية. فقد كشفت أرقام حديثة أن تواجد بيكهام سنوياً لمدة عشرة أيام فقط للترويج لبعض منتجات السكاكر والإلكترونيات وزيوت المحركات والهواتف وأدوات التجميل، والتقاط صور له بتسريحات "تقليعة"، يؤمّن له أكثر من سبعة ملايين دولار، أي أكثر من راتبه السنوي في ريال مدريد. وفي إحصاء نشرته إحدى شركات التقصي والتقويم الإعلاني المتخصصة عالمياً، اتضح أن "بيكهام والسيدة عقيلته" يجنيان أكثر من 45 مليون دولار سنوياً. ويؤكد الخبراء أن بيكهام استفاد من شهرة مانشستر الناجمة عن بث مبارياته فضائياً في العقد الأخير، فانتشر اسمه وراجت صوره على أنواعها في آسيا والولايات المتحدة، حيث تطمح فيكتوريا لتدخل أضواء هوليوود. والأكيد أن رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز أدرك بحس تجاري بحت أهمية الفوز بصفقة اللاعب الأشقر كونها سلاحاً فاعلاً في حملة "الغزو الآسيوي". وهذا ما يتحقق حالياً. فإذا كانت الأيام الثلاثة الأولى التي تلت انتقال بيكهام إلى ريال مدريد شهدت بيع 11 ألف قميص تحمل رقمه ال23، فإن زيارة ريال للصين ترافقت مع بيع أكثر من نصف مليون قميص في أقل من يومين! والغرائب الأخرى كثيرة على هذا الصعيد. لقد بات بيكهام "أسطورة" الموضة والصرعات، حتى أن مجلة "ماري كلير" الواسعة الانتشار تخلت عن تقليدها في طبعتها الإنكليزية "وزيّنت" غلافها بصورة له. وقالت رئيسة تحريرها ماري أوريودرن إن النسخ ال300 ألف بيعت كلها "وفي الداخل تحقيق مثير عن حياة بيكهام وعاداته، الشاب الخجول على حلبة الرقص والمثير في أماكن أخرى، إنه المفضل عند النساء، لأنه الرجل والزوج وفارس الأحلام والبطل...".