ستستعيد اسعار الخام خسائرها مطلع الاسبوع في ضوء توقف تصدير الخام العراقي من حقول الشمال والاضطرابات التي تشهدها مدينة واري النفطية في نيجيريا منذ صباح امس ما قد يحرم الاسواق الدولية مما يزيد على 500 الف برميل من الخام العراقي والنيجيري ويزيد الضغوط على "اوبك" لزيادة حصص الانتاج الرسمية للدول الاعضاء في ضوء استمرار اسعار نفوطها فوق المستوى الاعلى لآلية الاسعار. وكان خام القياس "برنت" اقفل ليل الجمعة عند مستوى 28.83 دولار في عقود تشرين الاول اكتوبر. لم يستمر تصدير النفط من شمال العراق الى ميناء جيهان التركي سوى 48 ساعة توقف بعدها الضخ لاسباب "تخريبية" اذ قال مسؤول طاقة تركي، فضل عدم ذكر اسمه، "ان العراق اوقف الضخ عبر الانابيب، البالغ طولها 950 كلم، منذ بعد ظهر الجمعة بسبب صعوبات في الاتصالات والتحكم" في حين اعلن الجيش الاميركي "ان الضخ توقف بعد نشوب حريق في اجزاء من الانابيب وبسبب العثور على قنابل لم تنفجر في بعض الاجزاء". وقالت سهام صالح المهندسة العراقية من موقع الحادث "ان سبب الحريق لم يتضح بعد" والقت باللائمة في معظم الحرائق والتفجيرات التي استهدفت خط الانابيب من قبل على مخربين يعارضون الاحتلال الاميركي للعراق. وقالت سهام لتلفزيون رويترز: "توقف خط الانابيب بعدما اعدنا افتتاحه على رغم بعض العقبات مثل الاتصالات... لكنه متعطل الآن". وقال مسؤول فني عراقي آخر "ان اصلاح الاضرار الناجمة عن الحريق سيستغرق اسبوعاً على الاقل وان محققين يحاولون تحديد ما اذا كان نجم عن مشاكل فنية ام عن عمل تخريبي". وقال اللفتنانت كولونيل وليام مكدونالد كبير ضباط الشؤون العامة في الفرقة الرابعة مشاة "تعطل خط انابيب بيجي بسبب حريق تم احتواؤه واستغرق اخماده 24 ساعة". وقال الكولونيل روبرت نيكلسون كبير مهندسي الفرقة الرابعة مشاة التي تتمركز في الشمال لرويترز "لا يمر أي شيء عبر خط الانابيب في الوقت الراهن لان هناك حاجة لاجراء اصلاحات بعد اعادة فتحه". ولم يتوافر على الفور ما يشير الى سبب اندلاع الحريق. ولم تتضح رسمياً الفترة الزمنية التي سيستغرقها اصلاح خط الانابيب الذي بدأ نقل خام كركوك للمرة الاولى منذ استئناف الصادرات بعد الحرب التي اطاحت بصدام حسين في التاسع من نيسان ابريل. ويمثل الضرر الذي لحق بخط انابيب العراق - تركيا احدث انتكاسة لجهود اعادة بناء صناعة النفط العراقية والحصول على ايرادات لاعمار البلاد بعد سنوات من الحروب والعقوبات الاقتصادية اثناء حكم صدام. ويكافح العراق منذ شهور عدة لاصلاح الاضرار التي لحقت بخط انابيب صادرات نفط الشمال بعد موجة تفجيرات متعمدة. وقال نيكلسون: "الى جانب المشاكل الفنية الناتجة عن الضغط بعد اعادة تشغيل الخط هناك ضرر ايضاً ربما نتج عن تخريب او نهب... اصلح جزء في عشر ساعات ونحن نعمل في جزء آخر الان". وتابع: "توجد حالتان لقنابل لم تنفجر عثر عليها قرب خط الانابيب". والتخريب ليس المشكلة الوحيدة اذ يواجه العراق ايضا تحدياً في المحافظة على تدفق نفطه عبر خط انابيب يعانى من نقص الاستثمارات نتيجة للعقوبات الاقتصادية التي استمرت 12 عاماً. وقال نيكلسون "يوجد قطاع يعاني من مشاكل عدة. ولا توجد استثمارات مالية منذ نحو 12 عاماً. وتوجد ممارسات غير حكيمة وتسرع لتصدير النفط". واضاف: "هناك تسرب لبعض المياه. والخط في حاجة الى اصلاح". توقف جزئي للتكرير في الكويت في الكويت قال مسؤول رفيع في مصفاة ميناء عبد الله في الكويت امس ان المصفاة اغلقت الجمعة وحدة تكرير طاقتها الانتاجية 66 الف برميل يومياً لاجراء اعمال صيانة مقررة واغلقت ايضا وحدتها الرئيسية لتقطير الخام وطاقتها 190 الف ب/ي لاجراء اصلاحات طارئة منذ بضعة ايام. وقال المسؤول، الذي طلب ألا ينشر اسمه لرويترز، "ان المصفاة التي تبلغ طاقتها الاجمالية 270 الف ب/ي اغلقت وحدة تكرير النفط الخام الرئيسية منذ نحو اسبوع بسبب مشكلة في برج التكسير. ومن المنتظر ان يعاد تشغيل الوحدة مرة اخرى خلال ايام قليلة". واضاف "كانت هناك مشكلة في الوحدة وسيتم اصلاحها. ومن المتوقع ان نعود للعمل خلال نحو اربعة ايام او خمسة ما يعني ان فترة التوقف قد تصل الى 12 يوماً".