سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللصوص انتشروا في العاصمة الكندية ... ومئات الآلاف علقوا في مترو نيويورك . الإنقطاع الكهربائي السابع في تاريخ اميركا يشعل "حرب اتهامات" بين اوتاوا وواشنطن
تبادل المسؤولون الأميركيون والكنديون الاتهامات حول انقطاع التيار الكهربائي في مناطق شاسعة في البلدين، في وقت بدأ التيار في العودة تدريجاً إلى مناطق عدة في شمال شرقي الولاياتالمتحدةوجنوبكندا، بعدما غرقت مدن نيويورك وديترويت وتورونتو ومونتريال في ظلام دامس ليل أول من أمس، ما أخرج الملايين إلى الشوارع وعطل حركة القطارات والمطارات. وسارع الرئيس جورج بوش إلى التأكيد أن الانقطاع في التيار الكهربائي ليس "عملاً إرهابياً". وحملت السلطات الأميركية كندا مسؤولية انقطاع التيار الذي نتج من "استهلاك إضافي للطاقة"، فيما رأت كندا أن الانقطاع سببه صاعقة ضربت معملاً للطاقة في بنسلفانيا شمال شرقي وأشعلت حريقاً فيه، ما أدى إلى توقفه، ولم تتمكن مصانع الطاقة الأخرى من تحمل الضغط وأخذت تتوقف الواحد تلو الآخر. يذكر أن هذا الانقطاع السابع من نوعه في تاريخ الولاياتالمتحدة بعد انقطاعات في الأعوام 1965 و1977 و1986 و1997 و1998 و1999. وتميزت هذه المرة بتحلي المواطنين في الولاياتالمتحدة بالانضباط خلافاً للمرات السابقة التي سجلت خلالها أعمال نهب وشغب واسعة. وعلى عكس المدن الأميركية المتضررة، سجلت في العاصمة الكندية أعمال نهب وسرقة تحت جنح الظلام. وأعلن عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ عودة التيار الكهربائي إلى المدينة مساء أمس. وقال معلقاً على أكبر أزمة تواجهه منذ تسلمه منصبه العام الماضي، أن "الكهرباء ستعود إلى الجميع في وقت متأخر من اليوم أمس". ومن جهة أخرى، اعتبر حاكم ولاية نيويورك جورج باتاكي أن "السلطات لا تعلم ما الذي سبب انقطاع التيار الكهربائي"، مشيراً إلى "أننا في أحد أكثر البلاد تطوراً في العالم ومن غير المفترض وقوع مثل هذه الحوادث". ورأى أن على بلاده امتلاك مصادر للطاقة "يمكن الاعتماد عليها". وكان باتاكي أعلن حال طوارئ في الولاية، وقال إن أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 19 مليوناً تأثروا نتيجة قطع الكهرباء. وكان بوش أكد أثناء جمعه التبرعات لحملته الانتخابية في ولاية كاليفورنيا أمس، أن السلطات الفيديرالية تعمل مع سلطات الولايات والسلطات المحلية لإعادة الكهرباء في أسرع وقت ممكن. وقال: "إننا نعالج هذه المشكلة القومية الهائلة في خطى متأنية ولكن بعناية وحرص". وكان قطع التيار الكهربائي بدأ في ولاية نيويورك ثم امتد إلى ديترويت وكليفلاند متجاوزاً الحدود الكندية إلى مدينتي تورونتو وأوتاوا. أسباب الانقطاع وأعلن مكتب رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان، ووزارة الدفاع الكندية أن قطع التيار ناجم عن خلل في محطة في بنسلفانيا أو إلى عدم قدرة الشبكة الأميركية على الاحتمال أثناء سحب كندا للكهرباء منها. وقال بلومبرغ إن "شيئاً ما حدث في كندا، ولم يقوموا بما يجب لتفادي تحميل شبكة نيويورك فوق طاقتها". وأضاف أن "التحميل الإضافي على شبكة نيويورك، وهو جزء من اتفاق ثنائي يتيح لنا أيضاً الحصول على جزء من حصتهم من الكهرباء عند الحاجة، لم يعمل كما ينبغي، وهذا ما سنفحصه عندما تعود الشبكة إلى العمل". استعادة "11 أيلول" وأدى قطع الكهرباء في نيويورك إلى احتجاز الآلاف في مترو الأنفاق المزدحم. ودفع الملايين إلى الخروج من مكاتبهم سيراً على الأقدام، في حين أطفئت الأنوار في برودواي. وتأثرت حركة التداول المسائية في أسواق المال الأميركية. وأدى قطع الكهرباء إلى إغلاق المطارات الرئيسة الثلاثة في نيويورك لمدة قصيرة. وقالت الممرضة ماري هوران التي كانت من بين عشرات تجمعوا خارج محطة قطارات "غراند سنترال": "الكل هرول إلى الخارج، فجأة يبدأ المرء في تذكر 11 أيلول سبتمبر". وقالت الناطقة باسم إدارة النقل ديدييه باركر إن نحو 350 ألف راكب حوصروا داخل أنفاق شبكة مترو الأنفاق في المدينة بعد قطع التيار بعد الظهر. وأضافت أن عملية إجلاء الركاب استغرقت ما بين ساعتين ونصف وثلاث ساعات. مقر الأممالمتحدة ومن جهة أخرى، أدى قطع الكهرباء إلى توقف النشاط الديبلوماسي في الأممالمتحدة أمس وإغلاق مقرها. وكانت فرق الطوارئ متواجدة، فيما بقي مكتب العاملين في مجلس الأمن مفتوحاً باستخدام كهرباء من مولد احتياطي. وأكد مسؤول في المجلس إلغاء جميع النشاطات أمس، على رغم توقع عودة التيار الكهربائي إلى مانهاتن حيث مقر المنظمة الدولية، ليلاً. كندا وعاد التيار الكهربائي إلى الضاحية الشرقية لتورونتو مساء، ولكن رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو إيرني إيف حذّر من قطع التيار الكهربائي مجدداً في المدينة التي يبلغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة. ودعا إيف سكان المقاطعة إلى أخذ عطلهم أمس للحد من استهلاك الكهرباء. وأكد مسؤولون كنديون أن نحو عشرة ملايين تأثروا جراء قطع التيار الذي عطل الحياة في معظم مناطق جنوب أونتاريو، إذ أعلنت حال الطوارئ أيضاً. وعلى عكس ما سجل في الولاياتالمتحدة من ضبط، شجع قطع الكهرباء في أوتاوا المجرمين واللصوص على الخروج إلى الشوارع. وأعلن رئيس شرطة المدينة فينس بيفان أن "هناك نهباً خطيراً يجرى"، مشيراً إلى عمليات اقتحام وتحطيم نوافذ وسرقة في العاصمة الكندية. وأكد رجال الإطفاء أن حريقاً أسفر عن مقتل شخص بينما قتل آخر كان يحاول المساعدة على حركة السير عندما دهسته سيارة. وأعلن الضابط مايك هايلس الناطق باسم شرطة مدينة تورونتو، عاصمة كندا المالية أنه "قُبض على 38 شخصاً في إطار قطع الكهرباء".