ذكرت صحيفة "ذي صانداي إكسبرس" الاسبوعية البريطانية أمس ان وزير الدفاع البريطاني جيف هون قد يدفع ثمن انتحار ديفيد كيلي، الخبير في الاسلحة الذي كان مصدر المعلومات عن تضخيم الحكومة البريطانية التهديد الذي كان يمثله العراق بهدف تبرير الحرب عليه. وأشارت الى ان الوزير قد يقدم استقالته عندما يعلن القاضي براين هوتون نتائج التحقيق في وفاة العالم . فيما نقلت صحيفة "ذي إندبندنت أون صانداي" أمس عن مصدر كبير في هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي أن الهيئة تمتلك معلومات من مصدر استخباراتي رفيع آخر غير كيلي، تفيد بتورط بلير شخصياً في الملف المزور عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، إذ أنه طلب في أيلول سبتمبر 2002 عندما اطلع على الملف للمرة الاولى أن تعاد صياغته لتصبح لهجته أكثر شدة. ويعتبر جيف هون مسؤولاً عن كشف اسم كيلي كمصدر للمعلومات التي بثتها هيئة الاذاعة البريطانية عندما ذكرت ان الحكومة بالغت في الملف عن التهديد العراقي. ونقلت عن مصدر حكومي لم يكشف اسمه قوله "ان هون سيدفع الثمن عن الحكومة بأكملها" واوضحت "سيكون الضحية على امل ان تنقذ استقالته رئيس الوزراء توني بلير". واضافت "لا أحد يعتقد ان هون هو المسؤول الوحيد عن تسريب اسم كيلي، وان ذلك لما حدث لولا موافقة بلير. ولكن هون يمكن استبداله اما رئيس الوزراء فلا". وكان خبير الاسلحة اثار جدلاً كبيراً بين الحكومة البريطانية و"بي بي سي" التى نقلت عن أحد صحافييها اندرو غيلينغهام ان حكومة بلير ضخمت المعلومات عن اسلحة الدمار الشامل العراقية من اجل تبرير الحرب على العراق. وتبين ان كيلي نفسه كان وراء هذه المعلومات. ويفترض ان يكون غيلينغهام أول شاهد سيستمع اليه القاضي هوتون عندما سيبدأ جلسات الاستماع ابتداء من اليوم. كما يفترض ان يمثل هون وبلير، اللذان يقضيان حالياً اجازتهما في الخارج، امام القاضي للادلاء بشهادتهما اثناء هذا التحقيق الذي سيستغرق شهرين على الاقل. وكان كيلي 59 عاماً وجد جثة هامدة في 18 تموز يوليو قرب منزله على بعد 70 كلم من لندن بعدما وضع حداً لحياته على الأرجح بقطع شرايين معصمه. من جهة أخرى نشرت "ذي إندبندنت أون صانداي" أمس لقاء صحافياً مع السفير العراقي السابق لدى الفاتيكان وسام الزهاوي تحدث فيه عن رحلته المشهورة إلى النيجر عام 1999، نافياً أن يكون الهدف منها تأمين صفقة لشراء اليورانيوم، وفقاً لما ذكرته التقارير الاستخباراتية الأميركية والبريطانية التي تم الاستناد عليها في اتخاذ قرار شن الحرب على العراق، موضحاً أن الهدف من زيارته كان توجيه دعوة لرئيس النيجر لزيارة بغداد. وأكد الزهاوي أنه لا يعلم مطلقاً بأي زيارة لمسؤول عراقي إلى النيجر غير الزيارة التي قام بها هو شخصياً، وأن أحداً من الديبلوماسيين العراقيين لم يزر النيجر بعد زيارته هو لها. وأشار إلى أن الوثائق المزورة عن محاولة العراق شراء اليورانيوم تضمنت اسمه، مما أدى إلى إدراجه على قائمة الشخصيات المطلوبة في التحقيقات التي أجرتها الهيئات الدولية عن برامج الأسلحة العراقية المحظورة. وأكد أنه مثل أمام لجنة مفتشي وكالة الطاقة الذرية الذين قابلوه في بغداد قبل الحرب وشرح لهم زيف الوثائق التي تتحدث عن شراء اليورانيوم لبرنامج نووي عراقي غير موجود أصلاً.