اتخذت الحكومة الاسرائيلية في الساعات ال48 الماضية خطوات عدة تنم عن عدم نيتها تطبيق خطة "خريطة الطريق"، وبدا واضحاً انها تشجعت بنتائج زيارة رئيسها ارييل شارون الى واشنطن ومحادثاته هناك مع الرئيس جورج بوش. وشملت الخطوات الاسرائيلية اعادة فرض حاجز عسكري بين رام الله وبير زيت كانت اسرائيل اعلنت ازالته قبيل سفر شارون الى واشنطن، ونية توسيع مستوطنة يهودية في قطاع غزة، وعدم الموافقة على الانسحاب حالياً من أي مدن فلسطينية اخرى في الضفة الغربية. راجع ص4 و5 وقال شارون في كلمة القاها في احتفال تخريج في كلية الامن القومي في جامعة حيفا امس ان اسرائيل "تبنت مبادىء رؤية الرئيس جورج بوش والحكومة اقرت الخطوات المنصوص عليها في خريطة الطريق مع 14 تحفظاً اصبحت جزءاً لا يتجزأ منها". وأكد أن حكومته ليست في عجلة من امرها لتنفيذ "خريطة الطريق"، التي قال انها تقوم على "مبدأ التقدم التدريجي وعلى أساس اتفاقات مرحلية طويلة المدى من اللاحرب". وزاد ان وتيرة التقدم "لن تتحدد وفقاً لجدول زمني وانما بناءً على التطبيق المثبت على الارض". واشار شارون الى محادثاته مع الرئيس بوش: "اسعدني ان اسمع منه انه يشاطرني الرأي بشأن وجوب المطالبة بالحاح وحسم بتنفيذ الاتفاقات واولها تفكيك المنظمات الارهابية وتدميرها. لقد شبعنا كلاماً وتصريحات وسنصر على تنفيذ كامل لكل اتفاق يوقع في المستقبل وتطبيق تام للالتزامات الواردة في خريطة الطريق". من جهة أخرى، عقد مساء امس اجتماع برئاسة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للبحث في "التصعيد الاسرائيلي" شارك فيه رئيس الوزراء محمود عباس الذي عاد الى رام الله بعد جولة زار خلالها الولاياتالمتحدة. وأوضح نبيل ابو ردينة مستشار عرفات ان "التصعيد الاسرائيلي المستمر، خصوصاً مواصلة بناء الجدار الفاصل، وعدم الانسحاب من المدن والمناطق الفلسطينية وعدم اطلاق الاسرى والمعتقلين، تمثل كلها تحدياً للمجتمع الدولي". وطالب المجتمع الدولي ب"الضغط على الحكومة الاسرائيلية لتنفيذ خريطة الطريق وعدم اعطاء اسرائيل فرصة للمماطلة التي ستؤدي الى تخريب الجهود الدولية المبذولة للسلام". وقبل ساعات من عودة شارون امس من الولاياتالمتحدة الى اسرائيل اعلن وزير دفاعه شاؤول موفاز مساء الاربعاء انه امر الجيش بالاستعداد لمواجهة احتمال "استئناف الارهاب" اذا علقت الهدنة التي اعلنها الفلسطينيون لثلاثة اشهر بدأت في التاسع والعشرين من حزيران يونيو الماضي. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن موفاز قوله ان "الارهاب" قد يستأنف اذا لم تقرر الحكومة الفلسطينية برئاسة محمود عباس "تفكيك المنظمات الارهابية". وأعرب عن "تخوفه من ان يصبح الوضع الامني أسوأ من أي شيء عرفناه قبل وقف النار". واضاف موفاز ان "اسرائيل ستبذل كل جهد من أجل انجاح عملية السلام ... ولأن الفلسطينيين لا يعملون لضرب البنية التحتية للإرهاب"، فإن ثمة مخاوف من امكان انهيار وقف النار ومن "مواجهة اسرائيل موجة ارهاب لم تعرف مثلها من قبل". وكان موفاز التقى وزير شؤون الامن الفلسطيني محمد دحلان ليل الاربعاء - الخميس واستمر الاجتماع بينهما أربع ساعات في فندق خارج القدس، لكنه لم يسفر عن نتائج. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان دحلان وموفاز لم يتمكنا من الاتفاق على مسألة نقل الإشراف على اثنتين من مدن الضفة الغربية. واضافت ان اللقاء لم يسفر عن اتفاق على هذا الملف. وقال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن هويته ان دحلان طلب انسحاباً اسرائيلياً من رام الله مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ومن الخليل في وقت اقترح موفاز مدينتي قلقيلية وأريحا. كما فشل الجانبان في تحقيق أي تقدم بشأن الافراج عن السجناء الفلسطينيين المحتجزين في السجون الاسرائيلية وهي لفتة يعتبرها الفلسطينيون اساسية لبناء الثقة ودعم جهود انهاء العنف المستمر منذ 34 شهراً. الى ذلك، قررت الحكومة الإسرائيلية إضافة مساكن جديدة للمستوطنين اليهودي مستوطنة "نفيه ديكاليم" اليهودية الجاثمة فوق أراضي الفلسطينيين غرب مدينة خانيونس جنوب القطاع. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان الحكومة الإسرائيلية طرحت أمس عروض استدراج بناء 22 مسكناً في المستوطنة، في عملية هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عام.