يلخص مايك الذي يعمل محرك اسطوانات موسيقية "دي جي" DJ في احد المقاهي اللبنانية، الامر بجملة واحدة "مهنتي أصبحت أسهل بكثير". ويبتسم فيما تداعب يده ما يشبه القلادة التي يحرص على ابقائها معلقة في عنقه ويتدلى منها ما يشبه قلم الحبر المضغوط. انه ليس قلماً. ويمكن وصفه بأداة للذاكرة الفردية، وهي موجة متصاعدة في صناعة الكومبيوتر. يشتغل مايك في مجال الموسيقى منذ ثلاث سنوات وتحوَّل من هاو إلى محترف بفضل حبه الشديد للموسيقى ولتكنولوجيا المعلوماتية. أما تلك القلادة التي كان يرتديها فلها قصة أخرى متعلقة بمدى التغير الذي فرضه تطور تقنية حفظ المعلومات ونقلها الى مهنة ال DJ وغيرها من المهن. الجسم الذي يشبه القلم المضغوط هو Drive USB يمكن ترجمة الاسم الى "قرص صلب للمنفذ المتسسلل في الكومبيوتر". وتسمى احياناً "عصا الذاكرة" Memory Stick، ولو ان هذا الامر غير دقيق تماماً، الا انه يفي بغرض الوصف. وتشير كل هذه الاسماء الى اداة خارجية محمولة بحجم القداحة. وتُرَكَّب بمجرد ادخالها الى فتحة المنفذ المتسللUSB . وتقدر على حفظ ملفات رقمية من كل الانواع. وتراوح سعة التخزين بين 34 و1052 ميغابايب. وللمقارنة فان القرص المرن لا تزيد سعته عن 4،1 ميغابايت. وبمعنى آخر، فان سعة هذه الادوات تتراوح بين 24 و750 قرصاً مرناً! ليست ذاكرة للموسيقى وحدها يعتمد مايك بشدة على عصيات الUSB كونها تحوي كل "خلطات" الموسيقى remixes التي صممها ونفذها بصبر ودأب. ويحتفظ بها في اداة الذاكرة تلك على شكل ملفات MP3 ، ما يسهل عليه اضافة المؤثرات والأغاني والألحان التي يستخدمها في حفلاته. "لقد تغير الحال أخيراً" يقول هذا الشاب اللبناني، موضحاً أنه لم يعد من العملي حمل كل الأسطوانات والأجهزة المختلفة، مع ما يترتب على ذلك من مشقة وارباك، والتنقل بها من مكان الى مكان. "من الأفضل إبقاء الاسطوانات في مكان آمن خصوصا إذا كانت نادرة"، يشير ال "دي جي"، الذي يستخدم جهاز كومبيوتر محمول للعب الأغاني في الحفلات. ويعود الفضل في ذلك إلى البرامج التي طورت لتحل محل آلات مزج الموسيقى "ميكسر"mixer التقليدية مثل برنامجيDigi pro وFinal Scratch. ولا يقتصر اثر عصي الذاكرة على ممتهني حرفة ال "دي جي"، إذ تعمل بسهولة مع معظم الكومبيوترات وتحفظ أي نوع من المعلومات عليها بدءاً من افلام الفيديو والصور الرقمية وصولاً الى كل انواع الملفات بما تحتوية من نصوص وجداول محاسبة ومحاضرات وغيرها. "الميزة الأهم في هذه الادوات هي أنها صغيرة الحجم، وسعتها في التخزين كبيرة حقاً، ما يجعلها عملية تماماً" يقول مبرمج الكومبيوتر رائف حشاش الذي يحمل عصا مماثلة على شكل علاقة مفاتيح. يستخدم رائف اداة سعتها 256 ميغابايت ويستعملها في نقل التطبيقات والبرامج من مكان عمله إلى جهازه الشخصي في المنزل والعكس بالعكس. ويشير رائف الى ميزة اخرى: "انها الوسيلة الأكثر اماناً في حفظ المعلومات". ويصف الأقراص المرنة بأنها تشبه القنابل الموقوتة، معتبرا انها قابلة للتلف في أي لحظة. لا تقتصر الحلول العملية لمتطلبات عصر ثورة المعلومات الذي نعيشه على عصي ال USB وحدها. فهناك عصي الذاكرة التي تستخدم في الكاميرات الرقمية والهواتف الخلوية المتطورة من اجل دعم ادائها. ويضم الكثير من الكومبيوترات كاتباً للاسطوانات الرقمية CD Writer ما يعطي بديلاً آخر لحفظ المعلومات هو نقلها على اسطوانة رقمية مدمجة. وتتسع الاسطوانة الى 700 ميغابايت، وتقبل كل انواع المواد. وهناك الاقراص الخارجية الصلبة "زيب درايف" ZIP التي تحتاج الى شرح خاص.