بعد ان شكر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الفلسطيني الدكتور نبيل شعث، باسم الرئيس ياسر عرفات ورئيس وزرائه محمود عباس ابو مازن رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار على اقناعه الاميركيين بتولي مسؤولية تطبيق "خريطة الطريق"، وصف اسبانيا بأنها "المكان المثالي المفضل" لاستضافة مؤتمر جديد للسلام في الشرق الاوسط. واكد الوزير الفلسطيني خلال زيارة رسمية لاسبانيا اجتمع خلالها بنظيريه للخارجية والتعاون آنا بلاثيو وميغيل انخيل كورتيس ووقع على اتفاق تعاون للعام 2003 بقيمة 10 ملايين يورو من اجل اعادة البناء والتعليم والصحة وخلق مراكز عمل، ان اسبانيا لعبت وما زالت تلعب دوراً مهماً في مسيرة السلام في الشرق الاوسط. واضاف شعث خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بالاثيو ان حركة "فتح" ستجبر ذراعها العسكري كتائب شهداء الاقصى وجميع التنظيمات المتفرعة عنها على احترام الهدنة التي تم التوصل اليها مع اسرائيل. وقال: "ان السلطة الوطنية لن تسمح ان يقوم احد بهدم ما تم بناؤه من اجل السلام الذي رسمناه". وشدد على ارادة حكومته لمجابهة كل من تسوّل له نفسه خرق الهدنة، لكنه اوضح ان حل هذه القضية لا تملكه السلطة الفلسطينية وحدها لان اسرائيل ما زالت تعتقل اكثر من الف شرطي فلسطيني، بعد قضائها على كل الامكانات الامنية الفلسطينية خصوصاً في الضفة الغربية. وعن مطالب الفلسطينيين الخاصة بالقدس، ذكّر شعث بأن "الرئيس جورج بوش ينظر الى انشاء دولة فلسطينية مستقلة تنهي احتلال عام 1967 وهذا المسرح يشمل القدسالشرقية من دون شك، مما يمكّننا ان نتكهن بالتوصل الى اتفاق في هذا الشأن". اما بالنسبة الى المبعدين الثلاثة الذين كانوا اعتصموا في مركز البعثة الديبلوماسية الفلسطينية في مدريد احتجاجاً على المعاملة التي يلقونها من الاسبان فقال شعث انه ناقش هذا الموضوع خلال اجتماعه بالترويكا الاوروبية في لوكسمبورغ، واشار الى اتفاق اوروبي لتسهيل عودتهم وعودة عشرة آخرين موزعين في اوروبا الى فلسطين. اسبانيا ترحب باستضافة مؤتمر دولي من جهتها، قالت الوزيرة الاسبانية : "انه لشرف كبير وفخر لنا ان تكون مدريد مركزاً لمؤتمر ثان للسلام نطلق عليه تسمية من مدريد الى مدريد"، في اشارة الى المؤتمر الاول الذي انعقد عام 1991. لكنها اوضحت انه "لا يمكننا في هذا الوقت بالذات سوى العمل على تنفيذ خريطة الطريق بعيداً عن الاضواء". ووصفت الوضع الحالي بأنه "عودة الى الامل". واكد الطرفان ان برنامج المساعدة الاسبانية الى السلطة الوطنية سيشمل العام المقبل تشكيل لجنة مشتركة لتأمين مياه الشفة وتنظيم الامن الغذائي وبناء المدارس مع نظرة خاصة الى ضحايا أعمال العنف والمناطق الفقيرة. شعث: عرفات مرشح "فتح" الوحيد الى ذلك أ ف ب قال شعث في مقابلة مع صحيفة "لا راثون" امس ان الرئيس ياسر عرفات سيكون المرشح الوحيد ل"فتح" في الانتخابات الفلسطينية المقبلة التي قد تجري في تشرين الاول اكتوبر المقبل. واضاف ان رئيس الوزراء الفلسطيني لن يكون مرشحاً للرئاسة الفلسطينية لا هو ولا اي من اعضاء الحركة باستثناء ياسر عرفات. واضاف ان "فرصه في الفوز كبيرة جداً". وعلّق شعث على موقف بوش الذي ربط اقامة دولة فلسطينية بإبعاد عرفات فقال: "يمكن لاي شخص ان يغيّر رأيه". وقال: "في حال لم تسمح له واشنطن بتقديم ترشيحه، فهذا سيعني انه ليس هناك وقف اطلاق نار والاحتلال الاسرائيلي سيستمر وليست هناك ديموقراطية. ولا يمكن الدعوة الى اجراء انتخابات وتنظيمها في ظل نظام احتلال". واوضح الوزير الفلسطيني انه اذا ما ترسخ وقف اطلاق النار نهائياً في آب اغسطس فسيكون من الممكن اجراء الانتخابات في تشرين الاول اكتوبر". وقال شعث ان ابو مازن لن يتوجه الى الولاياتالمتحدة "ما دام عرفات محاصراً. نريد ان يتمتع الرئيس بحرية السفر الى اي مكان يريد وليس فقط التوجه الى غزة مثلما اقترحت اسرائيل". وتابع ان محمود عباس سيقوم على كل حال بجولة على الدول العربية قبل التوجه الى واشنطن.