في بغداد اليوم وبعد منتصف الليل بقليل تُحمل الأغطية ومختلف أنواع الوسائد والمفارش الى سطوح المنازل لمعاودة التصافح والتصالح وإحياء تقليد تركه العراقيون منذ الستينات من القرن الماضي. هذا التقليد هو النوم على سطوح المنزل حتى الصباح. وهذا التصرف التلقائي جاء ملاذاً آمناً للناس من انقطاع التيار الكهربائي المستمر عن بغداد. ولكن هذا لا يعني أن البغداديين يستمتعون بنوم هانيء، إذ ان درجات الحرارة في تموز يوليو تصل الى 40 درجة ليلاً! وما يزيد الطين بلة ويبقي سيف القلق والازعاج فوق رؤوس الأهالي هو طائرات "الأباتشي" و"تشي نوك" التي تحلق فوق رؤوس العراقيين وبطريقة مستفزة للأعصاب تقض مضاجع الجميع. وغالباً ما يشاهد الجنود الأميركيون وهم يخرجون رؤوسهم من أبواب المروحيات ليحدقوا بمنظر العوائل فوق سطوح المنازل، وهو أمر لم يروه طوال حياتهم. ويعلق شاب عراقي بالقول: "يبدو أنهم يتصرفون كذلك لأنهم يريدوننا أن نعرف ماركات الأحذية التي ينتعلونها لأنهم يحلقون على ارتفاعات تسمع لنا بذلك... وبسهولة".