بدأت الفنادق المصرية طرح عروض مغرية للسياح العرب خلال الصيف الجاري لجذب أكبر عدد منهم بعدما منيت بخسائر كبيرة من جراء الحرب على العراق، وما تلاها من تداعيات سالبة على حركة التدفق السياحي بعد تفجيرات الرياض والدار البيضاء. واعتمد بعض الفنادق أفكاراً مبتكرة لجذب السياح العرب، مثل تقديم عروض جذابة تتضمن خفض أسعار الاقامة إلى ما يقرب من 30 في المئة، إضافة إلى عروض مغربة مثل الإقامة الفندقية لمدة سبع ليال بأسعار خمس ليال، أو الاقامة لمدة أسبوع مضاف إليها ليلة سياحية مجاناً في المدن السياحية الجذابة في الأقصر أو شرم الشيخ أو الغردقة، حسب رغبة السائح، على أن يتحمل الفندق كلفة الانتقال وتكون الإقامة في شاليه خاص مجهز بكل الامكانات لا سيما منها ما يتلاءم مع حاجة السياح العرب. وطرح بعض الفنادق المزود بملحق تجاري ودور عرض سينمائية أو مسرحية عروضاً خاصة للسياح أبرزها منح السائح خصومات على مشترياته اليومية لتشجيعه على التسوق داخل المجمعات التجارية، وقد تناهز الخفوضات 500 جنيه، إلى جانب تقديم تذاكر مجانية لأحدث العروض المسرحية والسينمائية التي تعرض داخل المنشأة الفندقية في فصل الصيف، وتعلل الفنادق المصرية اتباع تلك السياسة برغبتها في جذب السياح العرب، سيما وأن السياحة العربية الوافدة لمصر تشغل المركز الثاني بين السياح القادمين إليها، وأن السياح العرب هم أكثر إقامة وإنفاقاً من غيرهم من السياح. ويتوقع خبراء السياحة أن تشهد مصر زيادة غير مسبوقة خلال الموسم الجاري في حركة السياحة العربية الوافدة، بسبب الغاء عدد كبير من العرب جولاتهم السياحية الى دول شرق آسيا خوفاً من الاصابة بمرض الالتهاب الرئوي اللانمطي سارز، إضافة إلى التسهيلات السياحية التي تمنحها الحكومة المصرية للسياح العرب، وأبرزها خفض الرسوم الجمركية على السيارات واليخوت، وخفض الحد الأدنى للمشتريات المسموح استرداد ضريبة المبيعات عنها إلى نحو 500 جنيه. كما تسهل مصر إجراءات منح السياح العرب تأشيرات الدخول إلى أراضيها، وفي صورة كبيرة تتجاوز ما قد يرغب بعض البلدان الأوروبية في تقديمه. وقررت الحكومة منح السوريين والأردنيين والليبيين تأشيرة دخول إلى مصر لمدة عام من المطارات والموانئ البحرية ونقاط العبور الأخرى، كما يمكن للعرب تجديد تأشيرات الدخول لمدة ستة أشهر في نقاط التفتيش سواء كانت التأشيرات بهدف الزيارة أو العلاج أو التسوق، إضافة إلى منحهم حق جلب سياراتهم أو يخوتهم من دون الحصول على موافقات مسبقة من السلطات الأمنية في مصر. فيما اصبح من حق السفارات المصرية في تونس والجزائر والمغرب، وفق القرارات الجديدة، منح المواطنين العرب تأشيرات لزيارة القاهرة لمدة شهرين من دون الموافقة المسبقة من السلطات الأمنية. كما قررت الحكومة أيضاً معاملة السياح العرب معاملة المصريين في دخول الأماكن السياحية والمتاحف في انحاء البلاد، ومنحهم الحق في امتلاك العقارات وتشغيل الاستثمارات من دون قيود، مع إعطاء ضمانات بعدم تأميم مشاريعهم أو مصادرتها أو وضعها تحت الحراسة. ومن جانبها أعربت "غرفة المنشآت الفندقية المصرية" برئاسة فتحي نور عن مخاوفها من تراجع مستوى الخدمة الفندقية، بسبب تطبيق سياسة تخفيض أسعار الإقامة في الفنادق وتسابق البعض لتقديم عروض مجانية على حساب الجودة، الأمر الذي سيؤثر سلباً على نجاح "مهرجان السياحة والتسوق" الذي حدد موعده في 20 تموز يوليو، والذي يعتمد بقدر كبير على السياحة العربية الوافدة. وحثت الغرفة كل الفنادق على عدم خفض الأسعار والالتزام بجودة الخدمة والارتفاع بالاسعار تدريجاً، مع بداية التحسن السياحي منتصف تموز يوليو، الذي يمثل الذروة في حركة السياحة العربية، إذ يفضل السياح العرب قضاء إجازاتهم واقامة حفلات الزواج في المنتجعات المصرية الممتدة على شواطئ البحرين الأحمر والمتوسط. وتقدمت الغرفة باقتراحات لوضع معدلات للاسعار وشروط للجودة في كل منطقة، بالاتفاق مع المستثمرين في كل المنتجعات السياحية والفنادق العائمة، مع اخطار وزارة السياحة بهذه المعدلات لإحكام الرقابة على السياسة السعرية للفنادق وضمان عدم خفض أسعارها أو تدني جودة الخدمة.