يغادر المبعوث البريطاني الى العراق جون ساورز بغداد اليوم في طريقه الى لندن ليظل الدور البريطاني "محدوداً" في انتظار وصول السياسي البارز جيرمي غرينستوك الذي سيسبقه الى بغداد سياسي اميركي لا يقل عنه براعة هو وزير الخارجية السابق جيمس بيكر. اختيار بيكر الذي كان تعاطى الملف العراقي في احد فصوله الساخنة غزو الكويت وحرب تحريرها جاء، بحسب قيادي عراقي في مجلس الحكم الانتقالي، "كي لا يبدو بريمر اقل حضوراً حيال الدهاء السياسي لغرينستوك" الذي كان لعب دوراً بارزاً في صوغ قرارات مجلس الأمن في شأن العراق حين كان ممثل بريطانيا الدائم لدى الأممالمتحدة. وكان ساورز لعب دورا في العملية السياسية في العراق، ومنها تشكيل مجلس الحكم الانتقالي، وجعله مسؤولاً عن تعيين الوزراء وتسمية لجنة خاصة لوضع دستور دائم. وهو ما شدد عليه المبعوث البريطاني في اجتماعات الاسبوع الأول لمجلس الحكم الذي اعلن تشكيله في 13 تموز يوليو الجاري . وفي حين يشير القيادي العراقي الى "شعور بالارتياح عند اعضاء المجلس الى أداء بريمر و ساورز لجهة قرارهما تحويل مزيد من الصلاحيات الى العراقيين"، الا انه لا يخفي الحاجة الى "دور لرسم التحولات السياسية في عمل التحالف داخل العراق، وهو ما يمكن ان ينهض به سياسيون متمرسون مثل غرينستوك وبيكر". ويشير سياسيون عراقيون الى ان التحالف يحتاج "قرارات سياسية شجاعة" لا تبقي حضوره في الإطار العسكري المكلف لجهة النتائج التي يترتب عليها حضور عسكري مكثف في داخل المدن العراقية. ومن بين أبرز ما يشير اليه السياسيون العراقيون "دور متزايد لقوات حفظ الأمن العراقية" التي يمكن تشكيلها من قوات الأمن الداخلي والضباط من الرتب الصغيرة والمتطوعين من الجيش العراقي الذي قرر بريمر حله. ويبرر السياسيون تلك الحاجة الى قرارات التحالف "الشجاعة" من ان تولي عراقيين حفظ الأمن، يسحب من المنددين بالاحتلال، ورقة "ممارسات الأجنبي الظالمة"، مثلما انه يؤدي الى انسحاب القوات من المدن وتتجنب بذلك وقوع خسائر في أفرادها.