ما لا شك فيه أن زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش الى السنغال وجنوب أفريقيا وبتسوانا وأوغندا ونيجيريا ليس الغرض منها دعم الديموقراطية وحقوق الإنسان، ولا اعفاء هذه الدول من ديونها، أو مد يد المساعدة لها للخروج من مأزقها الاقتصادي، بل تعتبر جولة دعائية لكسب الرأي العام الأميركي، والتصويت لبوش الابن في الانتخابات الآتية، وتهدف الى مكافحة ما يسمى الإرهاب. وجاءت هذه الزيارة في غياب رؤية أميركية شاملة وحقيقية لظروف وواقع القارة الافريقية. وتريد، بتدخلاتها واهتمامها بالقارة، التقليل من أهمية الوجود الفرنسي فيها، ومنع منافسة محتملة قد تظهر من بعض الدول. كما ان العمل الأميركي في أفريقيا انتقائي، سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي، وخصوصاً في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة الى المصالح الأميركية في القارة. وتسعى الى محاصرة النظم الأفريقية المعادية لأميركا، وعلى رأسها الجماهيرية العظمى. ويتم التحرك الأميركي الحالي في هذا الإطار، خصوصاً بعد النشاط الليبي المتميز، والمعترف به دولياً، لخدمة القارة الافريقية. وهو توج بإعلان الاتحاد الافريقي في 9-9-1999، بفعل جهد القائد الافريقي العظيم ووعيه، المناضل العقيد معمر القذافي الذي هز العالم، وقلب التاريخ بأفكاره التحريرية الهادفة الى انقاذ القارة الافريقية من الهيمنة الصهيونية والامبريالية الأميركية. ليبيا - حموامي توري غيني مقيم