ثلاث عشرينات ... هو العمر الحقيقي للفنان الفرنسي جوني هاليداي. وفي سن يتقاعد فيها الآخرون نال هو جائزة "جان غابان" التي تمنح للممثل الشاب الأكثر عطاء وتميزاً خلال العام. ولعل اجمل ثاني هدية تقدير نالها هاليداي عند بلوغه الستين، كتاب يختصر سيرة حياته، كتبه اعز أصدقائه، الصحافي الفرنسي المعروف فرانسوا جوفا. وسواء وافقتَ الكاتب رأيه في هاليداي ومحبته له ام لا، لا بد من ان تعترف، كما يقول، بأن الرجل "صاحب قدر خارج عن المألوف. فهو ليس شخصاً عادياً إنما شخصية من شخصيات القصص المصورة، من امثال سوبرمان والرجل الوطواط. شخصية لا تُدمّر وتتحدى الزمن". ويضيف: "من الستينات الى اليوم لم يتغير جوني. نضاله ما زال على نبضه وكذلك حضوره ومحبة الجمهور له. حياته المهنية - كما حياته الخاصة - تبدو لمعجبيه كقوس قزح يحمل المطر والشمس وكذلك الرعد والصواعق التي تصنع النجوم. فهذا النجم ما زال ساطعاً فيما أفل نجوم آخرون او خبوا". تعرّف جوني الى عالم الغناء باكراً. منذ اللحظة التي تركه فيها والده من دون وداع، وتركته والدته في عهدة قريبتيه لي وديستا المعروفتين آنذاك ب"الراقصتين هاليداي". وهكذا امضى جان فيليب سميث وهذا اسمه الحقيقي طفولته في كواليس المسارح الكبرى. "يجدر القول، كما كتب جوفا، ان الطفل مرّ مباشرة من القماط الى المسرح، ومن المهد الى الميكروفون. وكان عمره بالكاد عشر سنوات عندما بدأ يغني ليلهي الجمهور ريثما تستعد قريبتاه للظهور أو في فترة تبديل الملابس. المرة الأولى التي غنى عبر الراديو وسمى نفسه جوني بدلاً من جان فيليب كان عمره 13 عاماً، في 15 حزيران يونيو 1956، وأدى اغنية للفرنسي جورج براسينز. ومذذاك لم يهجر الميكروفون في حياته وأول فيلم مثّله كان عام 1954 بعنوان "الشيطانيون". تعرّف الى سيلفي فارتان عام 1965 اثناء تمثيل فيلم وتزوجا ورزقا دافيد سنة 1966 وعاشا معاً طويلاً. وبعدما ترك سيلفي تزوج ناتالي باي عام 1982 ثم تركها وله منها ابنة... وتتالت مغامراته النسائية فتزوج لفترة قصيرة من العارضة ادلين ابنة ال19 عاماً وبعدها تعرف الى كارين وليا... في هذه الفترة عرف اليأس والوحدة. فحياة الفنان كانت تثقل كاهله. ثم تبددت الغيمة السوداء في حياته حينما تزوج قبل سبعة اعوام ليتيسيا بودو التي عرفت كيف تحمل إليه الأمان والطمأنينة والتوازن. ويفتخر جوني بولديه الجميلين والناجحين: دافيد الأول كان وراء نجاح الأسطوانة ما قبل الأخيرة لوالده والتي بيع منها نحو مليوني نسخة. اما ابنته لورا سميث فمثلت اول فيلم لها "الأجساد غير الصبورة" وأظهرت فيها حسها كممثلة. غنى جوني في اهم مسارح فرنسا وهو لم يخشَ ان ينافس الأميركيين بالروك اند رول في عقر دارهم فأقام حفلة في لاس فيغاس حضرها اكثر من 5 آلاف معجب انتقلوا بطائرات مخصصة للرحلة... فصدم الأميركيون بجرأته! المهم ان جوني لا يخطط لمسيرته الفنية، وليس له مدير اعمال بالمعنى الحقيقي... يسير وفق حدسه وأكثر ما يعشق التقرب من الجمهور. وهو ما زال حاضراً. لكم من الوقت؟ لا احد يعلم. هل يكون عامه الستون وتكثيف حفلاته بمثابة وداع للخشبة؟ عندما يُسأل، يجيب بلا مبالاة: "اليوم انا أغني. فلندع الغد يهتم بنفسه".