تعمل لدى القوات الأميركية والبريطانية مجموعات من الشابات العراقيات اللواتي وجدن في مهاراتهن اللغوية باباً لكسب العيش. وأدى الوجود المباشر للمترجمات في مواقع عمل الجنود الى قصص حب ازدادت الى حد أن كثيراً منها يوشك على الانتهاء في القفص الذهبي. وتبدو الشابات العراقيات أكثر قدرة على الفوز بقلوب الجنود الأميركيين من الجنديات الأميركيات اللواتي ينتشرن بالألوف في العراق، واللواتي يبدين أقل حظاً من غريماتهن العراقيات. وتقول إحدى المترجمات العراقيات: "الجنود الأميركيون طيبو القلب، وفيهم قدر من السذاجة. وهم يجدون فارقاً عند التعرف الى العراقيات لأنهن أكثر استقراراً عاطفياً واجتماعياً، مقارنة بالجنديات الأميركيات اللواتي تجر كل منهن تاريخاً طويلاً من العلاقات الحميمة القصيرة الأجل، التي تتواصل معها أثناء تأديتها الخدمة في العراق". وينال المترجمون العراقيون 5 دولارات في اليوم الواحد، ترتفع لدى من يمتلك قسطاً من المهارات اللغوية المتوسطة الى 10 دولارات. أما المترجمون المتمكنون فينالون راتباً أعلى لكنهم الفئة الأندر. وتشكل الانكليزية ومعها الرياضيات أكثر مادتين دراسيتين يعاني منهما الطلاب العراقيون عادة، وهو السبب الذي يُفسر ندرة المترجمين المهرة، باستثناء خريجي كليات الآداب والترجمة. وتحولت ظاهرة التعارف بين الجنود الأميركيين والفتيات العراقيات الى مسألة لافتة. ويحاول الجنود، خصوصاً في الفنادق التي تنزل فيها الصحافة الدولية وتتخذ منها الشركات مقراً لها، التعرف الى شابات عراقيات بقصد الزواج، وأحياناً يأتي طلبهم من دون تمهيد. وتقول دانيالا، وهي شابة تتقن الانكليزية: "فوجئت لدى وصولي الى الشركة التي أعمل بها بجندي أميركي يخبرني انه كان يراقبني من قبل، وعرض علي الزواج. وأكد لي انه لا يمانع في اشهار إسلامه. ترددت في البداية ولكنني قررت رفضه". ولا يقتصر التحرش على الجنود الأميركيين بل قد تبادر به بعض المترجمات اللواتي يسحرهن اللباس العسكري للجنود الذين يعملون معهن. ولا تنمو قصص حب بين المترجمين العراقيين، وبين الجنديات الأميركيات، والسبب الخوف لدى الجنديات وكذلك عدم اقتناع المترجمين بفكرة الزواج بهن، بسبب تقاليدهن الاجتماعية الأكثر تحرراً. لكن الاختلاط يتوقف عند حدود معينة. إذ أصدر بعض علماء المسلمين فتاوى تحرم على النساء الاختلاط مع الأميركيين، إلا ضمن ضوابط معينة.