أحبطت في موسكو ليل أول من أمس، عملية انتحارية كادت تودي بحياة عشرات الأشخاص، عندما اعتقلت انتحارية شيشانية قبل لحظات من تفجيرها عبوة ناسفة داخل مطعم يبعد مئات الأمتار عن الكرملين. لكن الحادث لم يمر بسلام، إذ أخفق خبير متفجرات في تفكيك العبوة فانفجرت به. ويبدو أن الشابة التي حاولت تنفيذ الهجوم، أدلت لرجال الأمن باعترافات مكنتهم من توقيف اثنتين من رفيقاتها في شبكة "الأرامل الانتحارية" التي أثارت الذعر في قلوب الروس بتنفيذها سلسلة عمليات أخيراً. ارتاب حراس مطعم يطل على شارع مؤد إلى الساحة الحمراء في موسكو ليل أول من أمس، بمظهر شابة قوقازية الملامح كانت تهم في الدخول إليه. وأدى ارتباكها لبضع لحظات إلى تمكن الحراس من السيطرة عليها قبل تشغيلها صاعق عبوة ناسفة تزن نحو كيلوغرامين من المواد شديدة التفجير كانت تحملها داخل حقيبة رياضية ربطتها إلى ظهرها. وهذه المرة الأولى التي يتمكن فيها رجال الأمن من إحباط هجوم انتحاري. لكن الحادث لم يمر من دون ضحايا، إذ على رغم التحرك السريع لقوات الأمن التي طوقت المكان بكثافة وأخلت المبنى السكني الذي يقع المطعم في الطابق الأول منه، فإن خبراء المتفجرات أخفقوا في إبطال مفعول العبوة الناسفة عبر وسائل التحكم عن بعد، فانفجرت أثناء محاولة أحد الضباط المتخصصين في هيئة وزارة الأمن الفيديرالية تفكيكها يدوياً، ما أسفر عن مقتله. وذكر الخبراء أن العبوة الناسفة حوت مواد متطورة معدة للتفجير تلقائياً وتعد عملية إبطال مفعولها شديدة الصعوبة. وعلى رغم سقوط القتيل، فإن الاجهزة الأمنية أبدت ارتياحها لفشل العملية خصوصاً أن عشرات الأشخاص، كانوا داخل المطعم المستهدف لحظة وقوع الحادث. واعتبرت وزارة الداخلية نتائج العملية نجاحاً كبيراً للإجراءات الأمنية التي اتخذتها منذ وقوع تفجيرات انتحارية قرب موسكو السبت الماضي. وتوقع الناطق باسم الداخلية يوري شوفالوف أن يقود التحقيق مع الانتحارية إلى الكشف عن شبكة إرهابية تقف وراء الهجمات الانتحارية الأخيرة. وتحدث شوفالوف عن معلومات استخباراتية توفرت لدى الأجهزة الأمنية حول التخطيط لسلسلة هجمات انتحارية داخل موسكو خلال النصف الثاني من الشهر الجاري. وتعتقد جهات التحقيق أن الشابة واسمها زاميرا موجيخويفا كان يفترض أن تفجر نفسها مع الانتحاريتين اللتين نفذتا هجمات السبت الماضي، لكنها انسحبت من الموقع بعد تواجد رجال الشرطة بكثافة. واللافت أن الأجهزة الأمنية كانت وزعت رسماً تقريبياً لملامح امرأتين ذكر شهود أنهما شوهدتا في موقع التفجير السابق مع الانتحاريتين. ويعتقد بأن موجيخويفا واحدة منهن. وذكرت مصادر أمنية أن التحقيق الأولي كشف أن موجيخويفا وعمرها 23 سنة أنغوشية الأصل وهي أرملة، وكان زوجها قتل في المعارك مع القوات الروسية في الشيشان. وهي خضعت لدورة تدريبية في أحد معسكرات المقاتلين الشيشان قبيل توجهها إلى موسكو. وكان تزايد خطر "النساء - الانتحاريات" أخيراً، أثار قلقاً ظاهراً لدى الأجهزة الأمنية. وذكر ناطق باسم هيئة الأمن الفيديرالية أن فرص إحباط هجوم انتحاري خصوصاً إذا كانت منفذته امرأة "تكاد تصل إلى الصفر". ويعتقد الخبراء بأن "عملاً واسعاً" يجرى في الشيشان لتجنيد أرامل المقاتلين، لكن النجاح في إحباط عملية الأمس، أشاع تفاؤلاً في موسكو، خصوصاً أن الأجهزة الأمنية أعلنت بعد ساعات على ذلك عن اعتقال شيشانيتين في العاصمة الروسية يعتقد بأنهما شريكتان في الهجمات، ما يرجح أن جهات التحقيق بدأت تحصل على اعترافات من موجيخويفا. وتزامن الحادث مع إعلان قيادة القوات الفيديرالية في الشيشان عن العثور على مخبأ في وسط العاصمة غروزني، فيه نحو 800 كيلوغرام من مواد شديدة التفجير، ذٌكر أنها أعدت لتنفيذ عملية كبرى جديدة في غروزني. وفي الوقت نفسه، قال إيليا شالبكين الناطق باسم القوات الروسية إن رجال الأمن أحبطوا خلال اليومين الماضيين، ثلاث هجمات انتحارية استهدفت مواقع عسكرية روسية في مناطق مختلفة من الجمهورية الشيشانية.