اكتشف المخرج شادي عبدالسلام الفنان محمد خيري عقب تخرجه في قسم الاخراج في المعهد العالي للسينما. واسند إليه المنتج رمسيس نجيب أدواراً مهمة في عدد من الافلام منها "اختي" و"حكاية بنت اسمها مرمر" من اخراج هنري بركات و"الخيط الرفيع" لحسين كمال و"شباب يحترق" لمحمود فريد. وكان ذلك قبل ان تشاهده ماجدة الصباحي في مسرحية "بداية ونهاية" وتسند اليه دور البطولة امامها في فيلم "العمر لحظة" من إخراج محمد راضي. ولظروف ما اضطر بعدها الى قبول ادوار ثانية في عدد من الافلام منها "الضائعة" و"منزل العائلة المسمومة" و"عصفور الحب" و"ايام الغضب" و"موعد مع الرئيس" و"امرأة آيلة للسقوط"، كما شارك في عدد من من المسلسلات التلفزيونية الناجحة منها "سباق الثعالب" و"جواري بلا قيود" و"عاد الماضي" و"الحرملك" و"عائلة الحاج متولي" وآخرها "العطار والسبع بنات" وفي مسرحيات "انطونيو وكليوباترا" و"الدخان" و"ست الملك" و"البكاشين". عن مسيرته الفنية واشياء أخرى تحدث الى "الحياة": لماذا لم تستمر في تجسيد أدوار البطولة عقب فيلم "العمر لحظة"؟ - للأسف لم يأخذ الفيلم حظه في التوزيع الخارجي نتيجة ظروف سياسية خارجة عن ارادتنا، وعرفنا ان الفيلم تسرب وعرض كفيديو في الاسواق العربية، شخصياً توقعت ان تكون هناك استمرارية بالقوة نفسها بعد هذا الفيلم، لكن الحظ العاثر للفيلم انعكس علي في الاعمال الكبيرة التي كنت مرشحاً لها. من كان وراء ترشيحك لدورك في هذا الفيلم؟ - كنت اقوم بتجسيد رواية "بداية ونهاية" للمسرح، وعرفت من المخرج صلاح ابو سيف انني اجسد الدور نفسه الذي لعبه عمر الشريف في الفيلم الذي أخرجه، وعلمت بعدها ان ماجدة الصباحي كانت تبحث عن "تيب" معين صودف ان شاهدت المسرحية مع أبو سيف وأثنت على ادائي ورشحتني بنفسها للقيام بدوري امامها في الفيلم. نجومية هل كنت تطمح في بداية مشوارك الى النجومية أم الى مجرد الوجود في مجال تحبه؟ - كل شخص يدخل الوسط الفني يضع في ذهنه أن يكون من أكبر النجوم سواء في مجال التمثيل أم التأليف أم الاخراج، كنت أضع هذا في ذهني وقاربت على وضع قدمي على سلم النجومية في السبعينات وقبل "العمر لحظة"، لكنني جُندت في القوات المسلحة وخضت حربي الاستنزاف و1973 وكان ذلك واجباً وطنياً، وبقيت سبعة أعوام كضابط احتياط مجند وكنت اشارك في ما يقرب من ثمانية افلام في العام قبل التحاقي بالجيش، وعلى رغم انها كانت أدوار صغيرة إلا أنها كانت بمثابة التجارب المهمة بالنسبة إليّ. اتهمك البعض بأنك لا تتمتع ب"الذكاء الاجتماعي" وهو ما أثر سلباً في مسيرتك الفنية؟ - والى الان لا أجيده، وليس معنى أنني لا امتلك هذا الذكاء ان أكون منطوياً على نفسي. هناك آخرون يلجأون الى اساليب معروفة ولكنني لا أتمكن من القيام بها، واحياناً أقول انه يمكن ان أكون مقصراً في حق نفسي في كون علاقاتي محدودة مع نوعية معينة على رغم معرفتي بالجميع بمن فيهم القيادات المسؤولة، ولكنني لست من الذين يطرقون الأبواب بحثاً عن عمل جديد لأنني لا أريق ماء وجهي ابداً، كما أنه ليس لدي ما أقدمه غير عملي. ما مواصفات النجم من وجهة نظرك؟ - المواصفات تختلف الآن عنها في السابق، فلم تعد تعتمد على شكل أو منظر أو شياكة وانما تتلخص في التمثيل الجيد وقبول الجمهور الى جانب الحظ لأنه لا توجد لدينا صناعة النجم وكيفية اعداد الممثل، وكلنا حفرنا بأظافرنا في الصخر لنحقق ذواتنا الى حد ما. هل أنت ممثل غير محظوظ؟ - نعم، تخلى الحظ عني مع أنني كنت أحاول جاهداً الا يفلت من يدي ولكن الله يعطي كل منا رزقه. شلة ذكرت من قبل انك ترفض التعاون مع مخرجين معينين؟ - انا لا انتمي الى شلة او مجموعة مخرجين والجميع لدي سواسية، ولكن هناك نوعية من المخرجين ارفض التعاون معهم لأنني أشعر بأنهم يضعون أنفسهم في حجم وقدر وكيان أكبر بكثير جداً من حجمهم الحقيقي، فيتعاملون من علياء. وافضل التعاون مع مخرج مبتدىء وواع ودارس على أن أعمل مع نوعيات جيدة ولكن لا استسيغها انسانياً. انتجت غير تمثيلية تلفزيونية. لماذا لم تكمل مشوارك مع الانتاج؟ - أفكر كثيراً في هذا الأمر ولكن الآن الأوضاع ليست مبشرة بالخير. أنت متهم بأنك استسلمت للحال التي وصلت اليها؟ - لم يكن أمامي غير الاستسلام فأنا إنسان قدري جداً وبعد "العمر لحظة" وفي الوقت الذي كنت حديث الصحف والمجلات قلت ماذا في يدي لاستغل هذا النجاح، وعملت كل ما في وسعي حتى لا تذهب الفرصة من يدي ولكن للأسف لم تأت الرياح بما تشتهي السفن. لماذا ندرة الافلام التي تؤرخ حرب تشرين الاول اكتوبر؟ - لا تكفي عشرات الافلام لتؤرخ ملحمة اكتوبر وهذا من واقع تجربتي الذاتية. ولكن كبار الكتاب لا يفكرون في الكتابة في هذه النوعية من الاعمال لأنهم يعرفون مسبقاً أنه لا يوجد المنتج المتحمس، الى جانب أن المساعدات المقدمة من القوات المسلحة لم تعد مثل الماضي. وتوزيعياً مثل هذه الافلام لا تحقق ربحاً للمنتج فلا بد من ان تنتجها الدولة، والى الآن في الولاياتالمتحدة يصنعون افلاماً عن الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام ولكن التوزيع الداخلي يغطي الكلفة الانتاجية لكثرة دور العرض. عملة رديئة هل كنت تتوقع أن تضعف السينما المصرية بهذه السرعة؟ - ولا أي شخص كان يتوقع هذا، وما يحدث الآن يؤكد أن العملة الرديئة تطرد الجيدة من السوق فأين محمود ياسين وحسين فهمي ونور الشريف من السينما وأيضاً مصطفى محرم وبشير الديك وغيرهما، واعتبر نفسي الآن ألعب في الوقت الضائع والا فماذا يجبرني وغيري على العمل في مسلسل اطفال مملوء بالجهد كل ما يهمنا منه هو الاستمرار. ما رأيك في سينما الشباب؟ - جيدة... الشباب يفعل ما في وسعه ليحقق ذاته، والقائمون على صناعة السينما يوجد منهم من له ابعاد وأفكار وايديولوجيا معينة في اختيار الابطال، ولكن على كتاب السيناريو الجدد او القدامى ان يهتموا بالاجيال السابقة بحيث تكون هناك موازنة بين الجيلين. هل لك مواصفات معينة في اختياراتك الحالية؟ - اهتم بالنوعية وليس بالكمية، كما أن طريقة اختياري تختلف الان عنها قبل عشرة او خمسة عشر عاماً، واذا لم أجد أن الدور يضيف الي خطوة ولو بسيطة فلا يهمني القيام به، ولا اشترط كلمة "البطل الاوحد" التي اصبحت مرفوضة الآن على كل المستويات. تردد أنك تفكر في الاعتزال نتيجة الحال الفنية السيئة؟ - اطلاقاً... ولو بطلت شغل أموت أحسن، حبي للتمثيل يغطي على كل مساوئ الوسط الفني، وهناك كثيرون جيدون ولكن السيئ يطغى على الحسن، وأحياناً افكر في أنه قد تكون فيَّ عيوب لا أراها، او أنني ممثل غير جيد، ولكنني أرى الجميع يستحسن عملي، وفكرت في عمل اعلانات ولكنني تراجعت وغير هذا من الهواجس والافكار التي لم ترق الى قرار بالابتعاد. ماذا عن دوريك في فيلمي "حائط البطولات" و"يوم الكرامة"؟ - أجسد في "حائط البطولات" الذي يشاركني بطولته محمود ياسين وفاروق الفيشاوي ورغدة وأحمد بدير وخالد النبوي ووائل نور ويخرجه محمد راضي شخصية قائد قوات الدفاع الجوي، أما في "يوم الكرامة" الذي يشاركني بطولته محمود قابيل ومحمد رياض وروجينا وياسر جلال وسمية الخشاب ويخرجه علي عبدالخالق فأقدم شخصية الفريق فوزي أيام ضرب المدمرة الاسرائيلية ايلات في حرب الاستنزاف. ما جديدك؟ - استلمت اخيراً جائزة من وزير الاعلام المصري عن دوري في مسلسل "العطار والسبع بنات" على رغم صغره، وأصور حالياً دوري في مسلسل "الفيلسوف المعلم" امام رشوان توفيق واشرف سيف وصلاح رشوان ولقاء سويدان ومديحة حمدي والسيد راضي من تأليف اسمهان توفيق واخراج وائل عبدالحميد وأجسد فيه شخصية فيروز خان وزير دبشليم الذي يحيك المؤامرات في سبيل الاستيلاء على الحكم.