يتبارى المرشحون في الانتخابات النيابية في الأردن في ابتكار وسائل جديدة لإبراز اسمائهم وتغطية أسماء منافسيهم وسط حمى التنافس التي تشهدها الساحة الاردنية لتغليب وجهة نظر المرشحين بعضهم على بعض. ويوجد أيضاً سباق حاد حول أفضل مكان لترويج صور المرشحين وشعاراتهم المرفوعة لاقناع الناخبين المحتملين الذين يذهبون الى صناديق الاقتراع في 17 من حزيران يونيو بالتصويت لهم، وحتى ان تضمن السباق ازالة أو تمزيق أو تغطية صورة منافسيهم. وألصق أحد المرشحين صوره على الجوانب الأربعة لصناديق كرتونية وعلقها بحبال لتتدلى عند مخرج كل نفق مروري متمركزة في الدائرة الانتخابية الثالثة في محافظة العاصمة التي ينوي تمثيلها. وهناك آخرون كانوا خالفوا تعليمات امانة عمان الكبرى ووزارة البلديات عندما علقوا صورهم على اعمدة الهاتف والكهرباء واشارات المرور لجلب انتباه المارة. واتبع بعض المرشحين اساليب أكثر تطوراً تضمنت استئجار لوحات إعلانية بمبلغ لا يتجاوز 90 دولاراً للواحدة في الشهر، وفيها صورة للمرشح حجمها 120 سنتيمتراً في 180 مع عنوان بريده الالكتروني وضعت في معظم الشوارع الرئيسية. ووجد مرشحون طريقة أقل كلفة هي وضع صورهم فوق لوحات إعلانية استأجرها منافسوهم أو فوق اعلانات الكريمات للبشرة والعطور النسائية . ومنذ اعلان الحكومة الأردنية الشهر الماضي فتح باب الترشيح لانتخابات المجلس النيابي الرابع عشر، تزاحم 821 مرشحاً ومرشحة على 110 مقاعد في 45 دائرة انتخابية موزعة على مختلف انحاء المملكة. واكتظت الصحف اليومية بإعلانات ملونة للمرشحين وامتلأت الشوارع بلافتات تحتوي على شعارات واعدة متنوعة منها مع حرية الرأي والتعبير وتوفير فرص العمل وأخرى تدعو لمقاومة الاحتلال في فلسطين والعراق. واختار أحد المرشحين في العقد السادس من عمره أن يضع صورته في إعلان بارز تكرر في الصحف اليومية الى جانب طفل رضيع يعكس البراءة ومع شعار "نعمل لأجله". وهناك نائب سابق يحاول استعادة مجده السياسي عبر طرح شعارات تميل الى الشراكة والتعالي عن الخصومة بعدما عض اذن نائب آخر في البرلمان السابق اثر خلاف شب بينهما. ولتسهيل مهمة الناخبين، أعلن بعض المرشحين في الصحف توفر باصات للراغبين في السفر الى المحافظات البعيدة يوم الانتخابات مجاناً. ووصف الناطق الاعلامي باسم الانتخابات فيصل شبول وهو المدير العام ل"وكالة الانباء الاردنية" بترا، المنافسة التي تشهدها الساحة الانتخابية بأنها "شريفة ولكنها لم تخل من المخالفات البسيطة". وقال: "يبدو ان المنافسة في العاصمة تتركز على البيانات الانتخابية والشعارات. أما في المحافظات فهناك تنافس تقليدي وعشائري. المجتمع تقليدي في منطقة الأرياف والعشيرة تختار عادة مرشحها". وأضاف: "وصلتنا شكاوى أخيراً تمثلت بحجز بطاقات للناخبين من جانب أحد المرشحين، وتتعامل وزارة الداخلية مع الموضوع لمعرفة هل إذا كانت الشكوى كيدية من مرشح آخر". واشتكى بعض المواطنين في عمّان من محاولات بعض المرشحين لشراء أصواتهم مقابل 15 دولاراً لقاء الصوت الواحد. وتضمنت الحملة افتتاح المقرات الانتخابية ودواوين المؤازرة، حيث يجرى نقاش عن البرامج الانتخابية للمرشحين. وقال زهران سميرات، وهو منظم حملة إعلامية لأحد المرشحين: "الأقارب والأصدقاء يأتون يومياً بعد السادسة مساء إلى الديوان حيث وظف المرشح نادلين لتقديم الكنافة والمشروبات الغازية والقهوة للمؤيدين". ووصف المقر بأنه من فئة الخمس نجوم حيث تتم مناقشة البرامج الانتخابية للمرشح. وقال: "نلجأ إلى الحوار مع الأصحاب في ظل غياب كشوفات باسماء الناخبين بعكس ما كان يجري سابقاً". وطالب بسام العموش، وهو نائب سابق، في عمود كتبه لصحيفة يومية من المرشحين ان يعيدوا النظر في ما كتبوه ليكونوا بعيدين عن التستر خلف الشعارات المطاطة التي لا حظ لها ولا مجال لتطبيقها.