فيما كان الرئيس جورج بوش يخاطب جنوده في قاعدة السيلية في قطر ليهنئهم بالنصر الذي أحرزوه في العراق، تصاعدت المواجهات في مدينة الفلوجة العراقية حيث قتل جندي اميركي وجرح سبعة آخرون. وينذر الوضع بصدامات اكثر حدة بعدما قرر الاميركيون وضع حدٍ ل"التحريض على العنف" محذّرين خطباء المساجد من انهم لن يستثنوهم اذا تعرضوا لقوات "التحالف" في "خطب الجمعة". وأفيد عن اربعة انفجارات في جامعة الأنبار. راجع ص 2 و3 واعلن بوش ان الجيش الاميركي سيبقى في العراق "حتى بناء ديموقراطية مستقلة" وان لا بد من "العثور على اسلحة الدمار الشامل" التي اصبحت مصدر قلق له ولحليفه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وحدد اولوية في المرحلة المقبلة، مشيراً الى انه سيهتم بالقرن الافريقي. في غضون ذلك، لم يستبعد رئيس لجنة التفتيش الدولية هانز بليكس، في آخر تقرير قدّمه امس الى مجلس الامن ان يكون النظام العراقي السابق "خبّأ اسلحة الدمار الشامل او دمّرها"، لكنه اكد مجدداً ان فريقه لم يعثر على اي كمية "مهمة من هذه الاسلحة" خلال مهمة اللجنة في العراق قبل الحرب. وكان بوش شدد امام جنوده في قاعدة السيلية على ان الولاياتالمتحدة ستواصل حربها على الارهاب، منوّهاً بدور القوات الاميركية في "تحرير افغانستانوالعراق"، ومشيراً الى ان القرن الافريقي سيكون مركز اهتمامه في الفترة المقبلة، خصوصاً ان "للارهابيين وجوداً" في هذه المنطقة. وشدد على ان اميركا "لا ترغب في توسيع رقعة ارضها بالسيطرة على اراض جديدة"، وزاد: "هدفنا هو تحرر المناطق المضطهدة في العالم". وعن الوجود العسكري الاميركي في العراق قال بوش: "ما زال هناك الكثير من العمل وسنبقى هناك حتى تكتمل مهمتنا ويتم بناء ديموقراطية وسلام ومستقبل آمن". وتابع ان العراق "لن يكون مأوى للجماعات الارهابية" لافتاً الى العثور على "مختبرين متنقلين لتجهيز اسلحة كيماوية وبيولوجية"، لكنه اعرب عن اعتقاده بأن صدام حسين اخفى بعض الاسلحة. توتر في الأنبار في غضون ذلك، ساد توتر شديد في محافظة الأنبار غرب العراق ما ينذر بمواجهات اكثر حدة وعنفاً بين قوات "التحالف" والمواطنين، خصوصاً في مدينة الفلوجة المعروفة بأنها احد معاقل الحركة الاسلامية المحافظة. وعبّر قادمون من المدينة الى بغداد عن مخاوفهم من احتمال انفجار الوضع عند اداء صلاة الجمعة اليوم، بعدما تنادى رجال الفلوجة الى الوحدة والتضامن، وانذروا القوات الاميركية التي كثّفت وجودها، "اذا لم تكفّ عن ممارساتها المهينة للمواطنين" بأنهم سيعمدون الى "تصعيد المقاومة" مطالبين برحيل الاحتلال واقامة حكومة اسلامية. وقال هؤلاء ان "شباب المدينة بدأوا تنظيم صفوفهم والسعي الى الحصول على سلاح" ملمّحين الى "ان الايام المقبلة ستكون صعبة، وقد نجعل اقتناء السلاح ضرورياً". وتردد ان هناك مسعى لبعض رجال العشائر والوجهاء لاحتواء الوضع، وحضوا قوات "التحالف" على الانسحاب الى خارج محيط المدينة، والتمركز بعيداً عن التجمعات السكانية. وأفادت تقارير من مدينة الرمادي مركز المحافظة ان اربعة انفجارات وقعت في مباني جامعة الانبار التي تتخذها القوات الاميركية مقراً لها. وطوّقت قوات "التحالف" "حي الاندلس" وسط مدينة الفلوجة لاعتقال الذين شنّوا هجوماً أوقع قتيلاً وخمسة جرحى في صفوف القوات الاميركية. بارزاني والسيستاني على صعيد آخر، التقى زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني في مدينة النجف زعماء الشيعة، عشية محادثات مع مسؤولين اميركيين تجرى اليوم في بغداد. وقال: "استمعت الى نصيحة آية الله السيستاني"، مؤكداً "اهمية العلاقات العربية الكردية والوحدة الوطنية" ومشدداً على ان "الدستور الجديد يجب ان يكون الضامن لحقوق المواطنين". قضية الاسلحة وفيما استمرت الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني في موضوع الادلة على اسلحة الدمار الشامل افادت صحيفة "واشنطن بوست" امس ان ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي زار مقر وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي مرات مخلفاً أجواء ضغط على المحللين فيها. ونقلت عن مسؤولين كبار في الاستخبارات لم تكشف اسماءهم ان زيارات تشيني خلقت جواً جعل محللين يشعرون بأنهم يتعرضون للضغط لتقديم تقويم يؤيد اهداف سياسة البيت الابيض في العراق. ويتوقع ان يزيد ما كشفته الصحيفة الجدل الدائر حول ما اذا كانت تقارير الاستخبارات الاميركية ضخّمت البيانات المتعلقة بأسلحة العراق المحظورة، لتقديم ذريعة للحرب.