اتفق وزراء زراعة الاتحاد الاوروبي أمس على اجراء اصلاحات جذرية للسياسة الزراعية التي تلتهم نحو نصف الموازنة السنوية للمجموعة وتلقى انتقادات واسعة النطاق بتهمة الاخلال بالتجارة العالمية. ويعتبر اصلاح السياسة الزراعية الاوروبية عنصراً اساسياً لاحياء محادثات التجارة العالمية المقرر ان تستأنف في المكسيك في أيلول سبتمبر المقبل. ويهدف الاتفاق الى الفصل الى حد كبير اعتباراً من سنة 2005 بين المساعدات المباشرة التي تمنح للمزارعين والانتاج، واعادة توجيه قسم من المساعدات المباشرة الى التنمية الريفية. ويعد الاتفاق أيضاً من اكثر التعديلات شمولاً في تاريخ السياسة الزراعية المشتركة كاب التي تعود الى 45 عاماً مضت وسيحدد وجه الزراعة الاوروبية خلال السنوات العشر المقبلة. وقال المتحدث باسم المفوضية الاوروبية: "اتفقنا على برنامج اصلاح وسيتغير وجه السياسة الزراعية المشتركة بشكل جذري". ويلتهم الانفاق الزراعي للاتحاد الاوروبي نحو نصف الموازنة السنوية للاتحاد التي تبلغ نحو 100 بليون يورو 115.6 بليون دولار. واضطر المفوض الزراعي الاوروبي فرانز فيشلر الى تخفيف عنصر رئيسي في خطته هو فكرة فصل العلاقة بين الدعم والانتاج التي يقال انها تسببت في تراكم فائض هائل من بعض المنتجات في دول الاتحاد الاوروبي خلال الاعوام الماضية. وكان فيشلر يخشى ان يدفع عجز الاتحاد الاوروبي عن خفض الدعم الزراعي الولاياتالمتحدة واليابان الى الامتناع عن تقديم حوافز تذكر في محادثات التجارة العالمية. واسترضاء لفرنسا، التي كانت أشد منتقدي اصلاح السياسة الزراعية كما انها أكبر المستفيدين من السياسة الحالية، تخلى فيشلر عن مطلب رئيسي كان يتمسك به وهو خفض أسعار الحبوب. وكان اقترح في الاصل خفض أسعار الحبوب الرئيسية مثل القمح والشعير والذرة بنسبة خمسة في المئة. وأشادت وزيرة الزراعة البريطانية مارغريت بيكيت في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي بالاتفاق ووصفته بانه خطوة شجاعة الى أمام تفتح الطريق أمام محادثات التجارة العالمية في أيلول. لكن اتحاد المزارعين الالمان هاجم الاتفاق في برلين وقال انه سيكلف المزارعين في المانيا خسائر تراوح بين 1.2 وبليوني يورو وانه لن ينجح في وقف فوائض الانتاج. من جهة اخرى اتفقت الدول الخمس عشرة اليوم على خفض اسعار التدخل بالنسبة للمنتجات المشتقة من الحليب والتي من خلالها يدعم الاتحاد الاوروبي المزارعين. إلى ذلك، رحب سوباتشاي بانيتشباكدي المدير العام لمنظمة التجارة الدولية أمس باتفاق وزراء زراعة الاتحاد الاوروبي على اجراء اصلاحات جذرية للسياسة الزراعية. وقال ان الاتفاق سيكون له اثر ايجابي في محادثات التجارة العالمية المتعثرة. وأضاف للصحافيين ان الاتفاق سيؤدي الى انعاش مفاوضات التجارة الزراعية من خلال منظمة التجارة الدولية والتي تعتبر عنصراً حاسماً لنجاح جولة الدوحة من محادثات تحرير التجارة العالمية. استخدام الهيدروجين اعلن البيت الابيض ان الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وقعا اتفاق تعاون في قطاع استخدام الهيدروجين مصدراً للطاقة. ووقع الاتفاق في اطار القمة السنوية بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي التي عقدت أول من أمس في واشنطن. وقال بيان صدر عن البيت الابيض ان الرئيس بوش ورئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي يضعان مسألة تطوير اقتصاد قائم على الهيدروجين نصب اعينهما. وتعتبر هذه المسألة من المسائل المهمة في نظر الرئيس بوش الذي يكرر على مسامع المسؤولين الاجانب الذين يزورون واشنطن دعوته اياهم الى الانضمام الى جهود الولاياتالمتحدة على هذا الصعيد. واضاف البيان ان التعاون بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي لتطوير اقتصاد قائم على الهيدروجين من شأنه ان يقدم دعماً راسخاً للشراكة الدولية في هذا المجال. وكان بوش اطلق مبادرة هذه الشراكة في الربيع الماضي. وأعلن ايضاً مطلع السنة ان ادارته ستخصص في السنوات المقبلة 2،1 بليون دولار لتطوير التكنولوجيا التي تستخدم الهيدروجين مصدراً للطاقة.