اخفق الاجتماع الامني الفلسطيني - الاسرائيلي امس في التوصل الى اي نتائج تتعلق بالترتيبات الامنية للانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وبيت لحم، في وقت عكست تصريحات المسؤولين الاسرائيليين تبلور استراتيجية موحدة لنسف "خريطة الطريق" عمادها تشجيع الاستيطان، ورفض الهدنة، والتمسك بتفكيك هياكل "الارهاب" واستهداف "القنابل الموقوتة"، اضافة الى تصعيد اللهجة ضد رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس والرئيس ياسر عرفات. راجع ص 6 و7 وأقر وزير الخارجية الاميركي كولن باول بأن الايام المقبلة "مصيرية" في شأن تطبيق "خريطة الطريق"، مؤكداً ان الولاياتالمتحدة "عازمة على الضغط بشدة" على الجانبين و"ستقرن أقوالها بالافعال". جاء ذلك في وقت دعت المملكة العربية السعودية الى اجبار اسرائيل على التزام ما اتفق عليه في "خريطة الطريق"، معتبرة ان الدولة العبرية "تعمل حاليا على احباط" الخريطة. وعن تفاصيل الاجتماع الامني الذي عقد امس في ايريز عند مدخل قطاع غزة، قالت مصادر امنية فلسطينية ل"الحياة" ان "الاجتماع انتهى من دون التوصل الى اي اتفاق على القضايا الاربع العالقة" وهي "المعابر الحدودية، خصوصا معبر العودة في رفح الذي يربط الفلسطينيين بالعالم الخارجي، وطريق صلاح الدين الرئيسة التي تربط شمال القطاع بجنوبه، والطرق العرضية في القطاع التي يستخدمها المستوطنون والمناطق العازلة" التي اقامتها اسرائيل حول المستوطنات والمواقع العسكرية. ولم يكن فشل الاجتماع الامني مفاجئاً، خصوصاً في ضوء تصريحات المسؤولين الاسرائيليين التي كانت بمثابة "اعلان حرب" على "خريطة الطريق" والفلسطينيين. اذ جدد مسؤولون امنيون وعسكريون رفيعو المستوى رفضهم اتفاق وقف النار بين السلطة والمعارضة الفلسطينية، واصروا على تفكيك البنى التحتية ل"الارهاب"، كما تمسكوا بمواصلة سياسة الاغتيالات واستهداف "القنابل الموقوتة"، وصعدوا لهجتهم ضد عباس الذي وصفه وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز بأنه لم يجترح من "عجينة قيادية، مطالبين بقيادة واحدة للفلسطينيين "من دون رأسين"، في اشارة الى عرفات الذي قال رئيس اركان الجيش موشيه يعالون ان اسرائيل فكرت في اغتياله، في حين قال موفاز ان مسألة ابعاده ما زالت مطروحة. ومما عزز مخاوف الفلسطينيين من مخطط اسرائيلي لنسف "خريطة الطريق"، الاقوال التي نقلت عن رئيس الوزراء ارييل شارون في اجتماع حكومته الاحد الماضي عندما دعا وزراءه الى بناء المستوطنات "ولكن من دون طبل وزمر". ومع تصاعد مخاوف الفلسطينيين، اكد باول في مقابلة مع التلفزيون الاردني امس ان بلاده "ستضغط على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وفي الوقت نفسه تتعامل مع مخاوفهما، فالاسرائيليون قلقون من الهجمات الارهابية المستمرة على المدنيين الابرياء، والفلسطينيون قلقون من تضييق الخناق عليهم"، معتبراً ان "لا جدوى من ان نقول اننا نؤيد دولة فلسنطيية قابلة للحياة اذا لم تبق اراض تقام عليها هذه الدولة او ان تكون الاراضي مقطعة الاوصال". واشار الى ان الرئيس جورج بوش شدد على "وجوب وقف النشاطات الاستيطانية" التي بدأت اسرائبل بازالة بعضها، وهذه مجرد بداية"، مؤكدا ان واشنطن "مصممة على ان تقرن اقوالها بالافعال". وكان باول اعرب لصحيفة "معاريف" عن خيبة امله من وتيرة تطبيق "خريطة الطريق"، مشيرا الى ان "امامنا اسبوعين لانقاذها". ولاحقا، صرح الوزير الأميركي في البحر الميت بأن الجانبين يحرزان تقدما باتجاه التوصل الى اتفاق على نقل السيطرة الامنية في قطاع غزة.