كشف مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية أن وحدة عسكرية سرية تعرف باسم "المهمة 20" تضم وحدات مدربة تدريباً خاصاً لمكافحة الإرهاب ومدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي تقود عمليات البحث عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وللمرة الأولى يكشف عن دور هذه القوة في مطاردة صدام، وكان أعلن في الماضي أنها تشارك في البحث عن أسلحة الدمار الشامل. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس عن المسؤول نفسه أن الأجهزة الأميركية التقطت في الأسابيع الأخيرة اتصالات بين مطاردين من "فدائيي صدام" عززت الاعتقاد بأنه ما زال على قيد الحياة، وفهم من تلك الاتصالات أنه موجود في العراق وفي حاجة إلى حماية. وأضاف المسؤول ان المعلومات المتوافرة ترجح أيضاً أن عدي ما زال على قيد الحياة، فيما يجادل مسؤولون آخرون بأن ابن الرئيس العراقي قتل في الضربة الأولى التي وجهت الى بغداد لدى إعلان الحرب. ووفقاً للمحللين في أجهزة الاستخبارات الأميركية يشعر صدام بالأمن بين مناصريه ولن يخاطر بالهرب إلى الخارج حيث سيكون من السهل العثور عليه. وأشارت الصحيفة إلى أن التنقيب بين الأنقاض عن بقايا رفات القتلى في المطعم الذي استهدفته غارة جوية في 7 نيسان ابريل في حي المنصور ببغداد، حيث يعتقد أن صدام ونجليه عدي وقصي كانوا فيه، لم يكشف عن أي اثر لهم ذي قيمة. كما أن المسؤولين العراقيين الذين ألقي القبض عليهم حتى الآن أكدوا خلال التحقيق أن صدام لم يكن في المطعم. وتبين للمحققين الأميركيين أن المعتقلين مدربون على مقاومة الضغوط ولم يزودوهم بأي معلومات ذات قيمة، والمعلومات الوحيدة التي أدلوا بها لم تكن جديدة. ويزداد الاهتمام بمعرفة مصير صدام نظراً الى اتساع نطاق عمليات المقاومة التي تواجهها القوات الأميركية. ويبدو أن المعلومات الجديدة عنه دفعت المسؤولين الأميركيين والبريطانيين الذين كانوا يعتقدون بأنه قضى خلال الحرب إلى الاعتقاد بأنه ما زال حياً، ويسعى بمساعدة أتباعه إلى تنظيم مقاومة مسلحة. فيما يرى مسؤولون أميركيون أن عدم اتضاح مصيره عقّد الوضع في العراق وهدد بإفشال الجهود لفرض الاستقرار والأمن، مشيرين إلى أن أنصار حزب "البعث" يتجولون في العراق ويهمسون للمواطنين بأن صدام حي وسيعود قريباً لاستلام زمام السلطة. وأعرب مسؤولون أميركيون عن خيبة أملهم حين عثر قبل بضعة أيام على عبد حمود التكريتي أقرب مساعدي الرئيس العراقي اليه مختبئاً وحده في منطقة تكريت، فيما كانت التقارير الاستخباراتية تشير إلى أنه مع صدام. ونجاح عبد حمود في الاختفاء لمدة شهرين تقريباً في بلد يحتله أكثر من 150 ألف جندي أميركي، يضع علامات استفهام على عمل أجهزة الاستخبارات الأميركية، ويشير الى أن العراق ما زال يوفر مخابئ سرية كثيرة لصدام ولغيره من المطلوبين. وقال الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر انه لا يعلم اذا كان صدام حياً أو ميتاً. وأضاف في حديث الى شبكة "ان بي سي" "أعتقد بأن رجال المخابرات والجيش منقسمون حول ما اذا كان حياً أو ميتاً. إننا لا نعرف. كنت أتمنى ان نعرف".