ترفض الفنانة ثراء دبسي العمل بعقلية الاحتراف وتعيش كهاوية في كل دور، حققت دوراً ريادياً على خشبة المسرح القومي السوري منذ بداية ستينات القرن الماضي، كما حققت على شاشة التلفزيون حضوراً متميزاً في أدوار لا تنسى... لتنتقل بعد ذلك الى تجربة جديدة كمخرجة في الاذاعة السورية. عن هذه التجربة تحدثت ثراء دبسي ل"الحياة". هل يقف الفنان المحترف عند حد معين لا يستطيع تجاوزه، ويكتفي بالاستناد الى شهرته السابقة معلناً أنه لا يقبل إلا أدواراً معينة؟ - مفهوم الاحتراف والمحترف كما أعرفه هو المتحدث عن الفنان الذي يعيش من احترافه ويتعامل مع أدواره على هذا الأساس، وأنا لا أستطيع تخيل الأمر هكذا، وبالنسبة إليّ فأنا أتعامل مع أدواري كهاوية للفن لا كمحترفة في قبول أدواري أو رفضها. لك صوت مميز عرفته الاذاعة السورية، وكذلك التلفزيون منذ بدايتهما، هل لنا بوقفة قصيرة عندهما؟ - منذ بدايات الإذاعة وأنا أسجل لها برامج دينية أو تاريخية، أو مسلسلات في حلقات، وكانت الإذاعة السورية صلة الوصل بين الفنان الذي يتحدث وبين المتلقي الذي يسمع، إذ كان الاستماع الى الاذاعة متعة كبيرة، وقد عرفني الجمهور من طريقة أدائي ونبرة صوتي والشجن الذي أعبر عنه في صوتي من دون قصد، فربما لم يعرفني المشاهد ولكنه يعرف صوتي. رحلة مع المسرح أنت من أوائل المساهمين في تحقيق حضور فاعل وجاد للمسرح السوري؟ - منذ نهايات الخمسينات وبداية الستينات بدأت رحلتي مع المسرح الذي كنت أطمح اليه أنا وزملائي من الفنانين الذين عاصروا تلك الفترة، ومع هذا كنا نتمنى دوراً صغيراً نظهر فيه خصوصاً أن المسرح في تلك المرحلة كان في أوجه وكان مسرحاً حقيقياً بكل معنى الكلمة، فقد قدمنا مسرحية ليوسف مقدسي هي "دخان الأقبية" ومسرحية "السيل" لعلي كنعان وقدمنا أعمالاً لممدوح علوان وآخر مسرحية لي كانت لبريخيت "رجل برجل" من اخراج فايز قزق وكلها بالفصحى، اضافة الى مسرحيات الأدب العالمي، ولم نقدم مسرحاً باللهجة العامية أبداً، كاليوم، فقد قدمنا في سنة واحدة خمس مسرحيات. كيف تتعامل ثراء دبسي مع أدوارها التلفزيونية، وكيف تقبلين الدور؟ - تجربتي في المسرح أعطتني ثقة كبيرة بنفسي، كما ان التعامل مع شخصية تلفزيونية يحتم الغوص في أعماق هذه الشخصية، ففي لحظة أغضب منها وفي أخرى أتصالح معها ولذلك تؤرقني أدواري أينما كانت، أنا أقرأ العمل كاملاً لكي أقبل دور أو أرفضه لأعرف أين موقع شخصيتي بين الأدوار الأخرى. ما رأيك بالدراما السورية وهي تمتدح على صفحات الصحف، والكوميديا؟ - نالت الدراما السورية مديحاً مطلقاً، ولا ننكر ان هناك مسلسلات على سوية عالية، ولكنها قليلة ونادرة وقد حققت الهدف من وجودها على عكس المسلسلات الكوميدية التي تبث على الفضائيات، فهي هزيلة، والأنكى من ذلك أنها تستخف بعقل المشاهد إضافة الى تعليم كلمات غير لائقة بالمجتمع، وليست لهذه المسلسلات فكرة تنقلها للمشاهد، وكذلك مفهوم الكوميديا الذي ينحدر الى التهريج فقط من دون الاعتماد على الموقف وعلى الفكرة التي من خلالها تخلق الكوميديا من خلال حس عالٍ. ابتعاد عن السينما لماذا أنت مقلة في السينما؟ - لم أجد نفسي سينمائية، ولذلك ابتعدت عنها، ولم تأتِ الفرصة التي تشجعني على غير ذلك لأظهر في السينما كما ظهرت في المسرح والتلفزيون. كُرِّمت في عيد الفنانين السوريين، كيف تجدين تأثير مثل هذا التكريم في الفنان وماذا يقدم له؟ - الجائزة هي حافز لكل فنان ليعطي المزيد، كما أنها تتويج لمسيرة طويلة، وقد عني عيد الفنانين بكثير من الفنانين الذين يستحقون هذه الجوائز والتي تبقى رمزاً يتذكره. الأسرة الفنية الواحدة لها طابعها الخاص، وربما يؤثر فيها بشكل من الأشكال، كيف تجدين الحضور الفني في الأسرة الواحدة؟ - عندما نجتمع - إذا اجتمعنا - في أي مسلسل ما، سيكون لقاؤنا من خلال الشخصيات فقط، وننسى أننا أقارب حتى ولو كانت التي ستقف أمامي أختي ثناء أو ابنتها يارا صبري أو زوجها ماهر صليبي أو زوج أختي سليم صبري، ونبدأ بالعمل كالأغراب وزملاء في العمل فقط، فقد اجتمعت وسليم في مسلسلات عدة مثل "خان الحرير" و"الثريا" و"هي المزار" و"الرجل سين" وإلا ستطغى علينا حال الأسرية ولن نستطيع العمل.