رفض الرئيس السوداني عمر البشير تحديد شهر آب اغسطس المقبل موعداً لتوقيع اتفاق سلام نهائي مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان". وجدد الدعوة الى اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، مؤكداً تمسك حكومته بتطبيق الشريعة الاسلامية في الخرطوم. لكن كبير مفاوضي الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد الجنرال الكيني لازاراس سيمبويو أكد مجدداً ان مهمته ستنتهي في آب وأن اتفاق السلام سيوقع في احدى دول المنطقة وليس في واشنطن. وقال البشير ان "السلام هدف استراتيجي لا نكوص عنه ولن ننشغل بالمزايدات ولن نسمح لها بتعطيل مسيرة السلام". وجدد تأكيد دعوة حكومته الى انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة بنهاية العام الأول من توقيع اتفاق السلام "تتيح للجميع فرص المشاركة عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة برقابة دولية". ورفض البشير في تصريحات نشرت في الخرطوم أمس تحديد آب أو غيره موعداً لتوقيع اتفاق سلام نهائي. وأكد التزام حكومته بجدول الأعمال الذي أعلنه الوسطاء، وأي ترتيبات لاحقة محتملة ما دامت في اطار المنبر التفاوضي المتفق عليه. وجدد تأكيد تمسك حكومته بتطبيق الشريعة الاسلامية في الخرطوم ورأى ان وضع العاصمة "حسم في بروتوكول مشاكوس" الذي وقعه طرفا النزاع في تموز يوليو الماضي "وكان واضحاً وقاطعاً وأكد سيادة التشريعات الاسلامية خارج الاقليم الجنوبي ما يشمل العاصمة". وانتقد البشير زعيم حزب "الأمة" المعارض الصادق المهدي، وتجنب التعليق على اعتزامه العمل من الخارج بعد الحملة عليه إثر توقيعه اتفاقاً مع رئيسي "الحركة الشعبية" جون قرنق والحزب الاتحادي الديموقراطي محمد عثمان الميرغني في القاهرة أخيراً. وقال ان المهدي "يظل يفاجيء مفاوض حكومته في كل مرحلة من مراحل الحوار بدعاوى وحجج جديدة". لكن الجنرال سيمبويو، شدد على ان اتفاق السلام النهائي في السودان سيوقع في آب في احدى دول منظمة ايغاد وفي حضور زعماء دول المنظمة وليس في واشنطن. وأوضح في حديث الى صحيفة "الصحافة": "أنا متأكد من أن اتفاق السلام سيوقع خلال شهرين، وأنا متأكد من أنني سأسلم أوراقي ومستنداتي النهائية وأكمل مهمتي خلال شهرين. وأريد ان أرتاح وأقوم برعاية أولادي بعد ذلك". على صعيد آخر، حذر زعيم سياسي من مناطق النوبة في غرب البلاد، الحكومة السودانية من كارثة محتملة تنفجر من الخرطوم رداً على سياسات التمييز، مشيراً الى "وحدة سرية تشمل كل جماعات الهامش"، فيما كشف عن اتصالات أجرتها معه الحكومة للعودة من نيروبي. وقال رئيس "الحزب القومي السوداني المتحد" الأب فيليب عباس غبّوش انه لن يعود الى الخرطوم التي خرج منها نهاية العام الماضي للمشاركة في مؤتمر عقدته "الحركة الشعبية لتحرير السودان". وتحدث عن وجود "25 ألف محارب من أبناء النوبة يقاتلون الى جانب حركة قرنق يطالبون بالانضمام الى الكيان الجنوبي الى حين انشاء سودان جديد وموحد على أسس عادلة". ورفض غبوش "تصريحات صادرة من الخرطوم تؤكد رغبة النوبة في البقاء ضمن الكيان الشمالي خلال زيارة وسيط السلام الكيني الى الخرطوم".